يترقب الجمهور (الإسرائيلي) انتخابات الكنيست الأسبوع المقبل، في وقت لم ينجح أي حزب في الحفاظ على حظوظه لتشكيل الحكومة المقبلة.
وفي السابق كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي هو الأبرز في الدعاية الانتخابية، إلا أن تصاعد المقاومة بالضفة والقدس جعلت من الوضع الأمني حلبة منافسة في الساحة (الإسرائيلية).
وتزداد وعود الأحزاب على ضبط الحالة الأمنية ومنع تصاعد المقاومة وخصوصا في الضفة التي تشهد حالة ثورية كبيرة، في وقت تسعى الأحزاب لاستقطاب أصوات الناخبين عبر هذه البوابة.
طغيان الوضع الأمني
الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) أحمد رفيق عوض، أكد أن هناك تأثيرا كبيرا على أصوات الناخبين (الإسرائيليين) بسبب تصاعد المقاومة بالضفة.
وقال عوض في حديث لـ "الرسالة نت": "نجد أن المقاومة ترعب الناخب الصهيوني في وقت يبحث عن القيادة التي تعده بجلب الأمن له دون التركيز على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية".
وأوضح أن النظام (الإسرائيلي) هش تماما وهناك الكثير من التصدع ونقاط الاختلاف وهو ما يصعّب تشكيل حكومة خلال الانتخابات الحالية.
وأكد أن الاختلافات جوهرية وكبيرة وهو ما يزيد من التشقق في المجتمع (الإسرائيلي)، متوقعا صعوبة في تشكيل الحكومة خلال انتخابات الأسبوع المقبل.
كما أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن غالبية الدعاية الانتخابية في دولة الاحتلال تتعلق بالشأن الفلسطيني وتصاعد المقاومة في الضفة وما يمكن العمل عليه لوقف ما يحدث.
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "نجد حاليا أن الأحزاب انتقلت من الحديث عن الوضع الاقتصادي كما في الانتخابات السابقة إلى الأوضاع الأمنية".
وأوضح أن حكومة الاحتلال الحالية برئاسة يائير لبيد، تحاول إقناع الجمهور (الإسرائيلي) بأنها تعمل على صد المقاومة، في حين أن الليكود ومن يؤيده يعدون بالكثير من التغيير في السياسات القائمة حاليا.
وكسابقه أكد أنه لا يوجد أي حزب يستطيع تشكيل حكومة، "إلا أن الرهان يتمثل على مفاوضة أحزاب أخرى".
وتوقع مقداد إعادة الانتخابات في مارس المقبل في ظل صعوبة تشكيل حكومة بالوضع الحالي، والفراغ السياسي الكبير في دولة الاحتلال.
وبداية الشهر الجاري، وقّع 55 من أعضاء ومرشحي الكنيست، بقيادة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، على خطاب تعهدوا فيه بتعزيز البناء الاستيطاني على نطاق واسع في الضفة الغربية بعد الانتخابات.
في حين، أظهرت نتائج استطلاع نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية في 30 سبتمبر الماضي عدم وجود حسم في الانتخابات المزمعة في الأول من نوفمبر المقبل، إذ لم يحصل أي من المعسكرين المتنافسين على أغلبية 61 مقعدا لضمان تشكيل الحكومة.
ووفق الاستطلاع، حصل معسكر أحزاب اليمين في المعارضة بقيادة رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو على 59 مقعدا.
وفي المقابل، حصل معسكر الأحزاب التي تشكل الائتلاف بقيادة يائير لبيد رئيس الحكومة (الإسرائيلية) الحالية وحزب "ييش عتيد" على 57 مقعدا.
وقال رئيس سابق "للشاباك" إن (إسرائيل) على حافة الهاوية ويتهددها خطر وجودي حقيقي من الداخل، فيما تعكس استطلاعات الرأي حالة التعادل الشديد بين المعسكرين المتصارعين على الحكم في (إسرائيل).
وقال رئيس "الشاباك" الأسبق يوفال ديسكين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن (إسرائيل) تقف على حافة الهاوية بسبب حالة التشظي السياسي والاجتماعي والأزمة السياسية المستفحلة.