يصادف السادس والعشرين من أكتوبر يوم المرأة الفلسطينية، الذي يأتي لإحياء تضحياتها ومشاركتها جنبا إلى جنب مع الرجل في مقاومة الاحتلال بصبر وصمود، مع حرصها على تنشئة جيل ثائر يقهر المحتل على مدار عقود طويلة.
فقط في فلسطين تتقدم المرأة الجنازات لتشيع جثمان ابنها الشهيد وتهتف باسم الوطن، وتتعهد بتقديم المزيد للأرض المحتلة حتى ينتهي زمن الاحتلال، وداخل السجون ترقد في زنزانتها تعيش ظروفا معيشية قاسية لا تفكر بقيدها بل بكسره والخروج للحرية ومواصلة نضالها، كما تتباهى بابنها الأسير الذي أرضعته حب الوطن وقهر المحتل.
حين تقص حكايا الشهداء، تذرف الدموع لكن الراوي وغالبا يكون الأم أو الأخت أو الزوجة يبث رسائل الصبر والثبات لمن ينصت، لسن بقاسيات بل صابرات محتسبات مؤمنات بقضيتهن العادلة.
وكما الرجال والشباب هن دوما في دائرة الاستهداف الأولى خاصة أنهن اللبنة الأولى للجهاد والتضحية، ففي كل معركة يثبتن أنهن معادلة يصعب كسرها وتقاوم وتقارع المحتل دون كلل أو ملل، بل هي أيقونة الثبات والتضحيات وصمام أمان المقاومة كما في القدس والضفة وغزة.
اليوم في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) تعيشُ 23 أسيرة في ظروف يندى لها جبين الإنسانية، منهن 7 أمهات يمنعن من ملامسة أطراف أبنائهن، فيما يقضي عدد منهن أحكاما عالية دون تهمة، عدا عن 6 جريحات من بينهن إسراء الجعابيص التي تعاني حروقا وتشوهات.
ليس عبثا اختيار السادس والعشرين من أكتوبر ليكون يومها، بل تزامنا مع عقد أول مؤتمر نسائي في القدس في العام 1929.
ومن الجدير ذكره أن للمرأة الفلسطينية تاريخا نضاليا بدأ قبل العام 1929، فعلى سبيل المثال، خرجت مظاهرة نسائية احتجاجية في العفولة ضد بناء مستوطنة صهيونية في العام 1893.
وتأسَّسَ الاتحاد النسائي العربي في القدس، إثر ثورة البراق في العام 1929، بهدف مناهضة الانتداب البريطاني، والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني، عبر مواكبة مراحل النضال المختلفة للشعب الفلسطيني، سواء بنشر القضية الفلسطينية، أو مساعدة الثوار، أو الدعوة إلى تحرير المرأة الفلسطينية من خلال تمكينها، علميًا وعمليًا، لتساهم في رفع مستوى المجتمع.