3 أيام على انطلاق الانتخابات (الإسرائيلية)

تصاعد المقاطعة بين فلسطيني الداخل.. والاحتلال يعافر لتشكيل حكومة

توضيحية
توضيحية

الرسالة- محمد عطا الله

على أعتاب ثلاثة أيام من انطلاق الانتخابات الـ 25 للكنيست (الإسرائيلي)، تتسارع التطورات والمتغيرات في ظل احتدام الحلبة الداخلية للأحزاب السياسية في كيان الاحتلال من أجل الوصول لإمكانية تشكيل حكومة.

وكشفت نتائج استطلاع للرأي العام في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، أجرته هيئة البث "كان" أن غالبية الناخبين من فلسطيني الداخل سيقاطعون انتخابات (الكنيست).

وأظهر الاستطلاع تراجعًا في نسبة الذين ينوون المشاركة في التصويت بالمجتمع الفلسطيني من 43.5 بالمائة قبل أسبوعين، إلى 39.2 بالمائة، ما يعني أن نسبة 60.8 بالمائة منهم لن يدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات.

ووفقا لـ/كان/ فإن هذا المعطى قد يشكل تهديدًا على وجود جميع الأحزاب العربية في الخارطة الانتخابية للكنيست الـ 25.

وبيّن الاستطلاع أن 15 بالمائة من فلسطينيي الداخل ما زالوا مترددين، ولم يقرروا بعد إلى أي حزب يميلون في الانتخابات، بينما قال 29 بالمائة إنهم سيصوتون لصالح "القائمة العربية الموحدة"، و11 بالمائة للتجمع الوطني الديمقراطي، ونفس النسبة للجبهة الديمقراطية (الحزب الشيوعي سابقًا) والعربية للتغيير.

وتشارك في الانتخابات ثلاث قوائم عربية، بعد انشقاق "القائمة المشتركة" إلى قائمتين.

ويعود التراجع الكبير في نسبة التصويت والمشاركة من فلسطيني الداخل إلى حالة الإحباط العامة من هذه الانتخابات، حيث يتعرض فلسطينيو الداخل لسياسات عنصرية وجريمة وقوانين عنصرية.

حيث يشعر فلسطينيو الداخل بالإحباط بعد جولات متكررة من الانتخابات دون جدوى اقتصادية أو اجتماعية، بل على العكس تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 حالة متصاعدة من العنف والجريمة التي يغذيها الاحتلال، إلى جانب التغول والعنصرية اتجاه حقوقهم، كما بات يدرك الفلسطينيين في الداخل أن الكنسيت ليس مكان لتحصيل حقوق، وإنما يسن في كل يوم قوانين تسلبهم حقوقهم وتعزلهم أكثر.

وتشير آخر استطلاعات للرأي إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو سيتجاوز نصف مقاعد الكنيست، ووفق ما أوردته القنوات: 14،13،12،11، العبرية وصحيفتي "إسرائيل اليوم” ومعاريف وإذاعة الجيش" التي نشرت نتائجها أول أمس خلال الأيام الماضية، تتوقع حصول نتنياهو على 60 مقعداً تقريباً وفق هذه النتيجة، فلا يمكنه تشكيل حكومة إلا حدثت مفاجآت في نتائج الانتخابات.

وما لا يمكن إغفاله أن تعذر وصول أحد المعسكرين الرئيسيين في الحلبة السياسية لدى الاحتلال لعتبة الـ 61 مقعدا؛ يعني بقاء واستمرار الأزمة السياسية والمراوحة في المكان والذهاب لانتخابات سادسة.

وأمام صعوبة الوصول إلى المقعد الذهبي، فإن اجتياز نتنياهو الـ 60 مقعدا يعتمدا على ثلاثة أمور، أبرزها تراجع الأصوات العربية (فلسطينيي الداخل المحتل) وهو أمر يصب في مصلحة الليكود وقد يوصله إلى تشكيل الحكومة.

ما سبق يعكس الدور الكبير الذي لعبه نتنياهو لتفكيك القائمة العربية المشتركة، في سبيل اضعاف وتشتيت أصوات فلسطينيي الداخل المحتل، على اعتبار أن ذلك سيمكنه من تشكيل الحكومة.

وعلى الجهة الأخرى، يحاول حزب "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد رفع نسبة المشاركة في الانتخابات لدى فلسطيني الداخل المحتل، حيث يستعد لبيد للقيام بزيارة مدينة الناصرة ضمن محاولاته تشجيع الناخبين من فلسطيني الداخل لممارسة حقهم بالاقتراع لأن ذلك يزيد من قوة معسكره ويضعف حسابياً قوة معسكر نتنياهو.

ثانيا؛ وفي المقابل فإن الاندفاع اليهودي وارتفاع الأصوات المشاركة فرصة كبيرة تصبح في صالح نتنياهو للفوز بالمقعد الذهبي وهو ما يجعله يصعّد من حملته الانتخابية ويدعوا إلى التحريض للتصويت بقوة أمام الأحزاب العربية.

أخيرا فإن وصول حزب البيت اليهودي الذي تقوده شاكيد نسبة الحسم يمثل فرصة ذهبية لأبو يائير في تشكيل الحكومة، وهو ما عكسته تصريحاتها الأخيرة بالقول إن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل الحكومة بدون فوزي، مما يرجح أن يدعم الليكود التصويت لها من أجل الوصول لعتبة المقعد الـ 61.

في نهاية المطاف يمكن إن القوائم العربية وأصوات فلسطينيي الداخل المحتل، لازالت بيضة القبان في تشكيل الحكومة (الإسرائيلية) القادمة ما لم تحصل انشقاقات أو حالات تمرد داخل المعسكرات السياسية للأحزاب الصهيونية.

 

البث المباشر