عماد ورمزي.. شهيدان من ضباط الدفاع المدني

الشهيدان عماد ورمزي
الشهيدان عماد ورمزي

الرسالة نت- رشا فرحات

ضابطان في الدفاع المدني على حاجز حوارة، يقتلان بدم بارد، وكأن القتل أصبح طقسا من طقوس مدينة نابلس، قتل لا يفرق الاحتلال فيه بين مواطن وآخر.

عماد ورمزي لاجئان، يعيشان في مخيم عسكر في نابلس، تجرعا سلسلة المرار جرعة وراء الأخرى على مدار سنوات عمرهما.

عماد أبو رشيد ورمزي سامي، يعملان في إحدى أجهزة السلطة، سلطة تعمل في واد آخر، وتسلم المقاوم تلو الآخر، ثم تفاجأ بأن المقاومين من بين صفوفها.

بعد يومين من مفاوضات السلطة لتدفع عرين الأسود للاستسلام أو الاتفاق على صفقة توقف إطلاق النار، يطلق الاحتلال النار على ضابطين في أجهزتها الأمنية، وكأن رصاص الاحتلال ذاته هو الذي يقول إن كل أشكال التفاوض لن تجبر صاحب حق على التنازل.

ثمانية وعشرين شهيدا في نابلس منذ بداية العام، بسبب عدو طغى وتجبر، حينما تنازل رأس الهرم الفلسطيني عن حقوقه، وكأن الخلاف على ورقة ملقاة على قارعة الطريق، وليس على حق في الحياة والوقوف على الأرض.

على حاجز حوارة قال الإعلام العبري إن تبادلا لإطلاق النار حدث بين الشهيدين والجنود الذين أطلقوا النار عشوائيا، فأصيب ثلاثة استشهد منهم عماد 47 عاما، ورمزي 35 عاما. ولا زال الثالث في العناية المشددة، بينما اعتقلت قوات الاحتلال مصابا رابعا على الفور عند الحاجز.

دُفن أبناء المخيم في مقبرة المخيم، واجتمع العشرات للسير في جنازة بات مرورها يوميا في نابلس شيئا مألوفا، بينما صدحت أغنيات الوداع على ألسنة المارة والأقارب.

 ولعل المفارقة التي تحتاج إلى الوقوف عندها هو تكرار الاشتباك والمواجهات بين أبناء أجهزة السلطة وجيش الاحتلال، ثم استشهادهم في معظم المرات، في مشهد يعطي رسالة للجميع أن الاحتلال لا يفرق بين فلسطيني وآخر، حتى وإن كان من المفترض أن يعتقد البعض أن التنسيق الأمني قد يجعل عناصر الأمن الذين يمارسونه بالمجمل معصومين من رصاصات الاحتلال.

وفي كثير من الحالات إن لم يقدّم ضباط الأجهزة الأمنية أنفسهم في عمليات مقاومة لم يمنعوا أبناءهم أو أقاربهم من تنفيذها، وأبو رعد خازم " والد الشهداء" نموذجا وهو عقيد متقاعد من أجهزة السلطة.

كما أن الشهيد إبراهيم النابلسي، ابن ضابط فلسطيني سابق رفيع المستوى، وسبق أن نفذ الشهيد أحمد عابد ويعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية عملية حاجز الجلمة.

الدكتور فريد أبو ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح يعلق قائلا:" يجب أن نتذكر أن ضبط الأمور من قبل السلطة في الضفة مستحيل بشكل كامل، بل إن هذه المحاولة يجب أن تظهر بين الوقت والآخر لأن هذا الضابط فلسطيني في النهاية، وعدد أفراد وضباط الأجهزة الأمنية بالآلاف وليس من المستغرب أن يكون هناك أفراد لديهم توجهات للقيام بعمليات مقاومة.

ووفق أبو ضهير فإن الأهم بالنسبة للاحتلال هي مسألة العقيدة الأمنية والتزام القيادات في السلطة بها، مبينا أن عددا كبيرا من أفراد الأجهزة الأمنية ليسوا مشاركين في تطبيق سياسة التنسيق الأمني.

الصورة في نابلس وفقا لأبو ضهير لا تفرق بين موظف في السلطة أو غيرها، خاصة وأنها أحالت مؤخرا على التقاعد المبكر أشخاصا يشتبه بعلاقتهم بعرين الأسود وأرغمت آخرين على الاستقالة للابتعاد عن الأجهزة الأمنية.

 

البث المباشر