شكلت عملية الخليل "كريات أربع" التي نفذها الشهيد محمد الجعبري، منعطفا كبيرا في عمليات الضفة التي تجري خلال الفترة الجارية.
وتأتي أهمية العملية من ناحية المكان، وانتقال العمليات في الضفة من الشمال "جنين ونابلس" إلى الجنوب بعد فترة هدوء نسبي في محافظة الخليل التي شكلت لفترة طويلة نقطة فارقة في الصراع مع الاحتلال.
وفيما يتعلق بالتوقيت، جاءت العملية عشية الانتخابات (الإسرائيلية) التي ستكون بعد غدٍ الثلاثاء، وهو ما يؤثر على أصوات الناخبين الباحثين عن الأمن.
دلالات كبيرة
الباحث في الشأن السياسي عامر سعد أكد أن عملية الخليل جاءت لتؤكد التخوفات (الإسرائيلية) باتساع رقعة الزيت وعدم انحصارها في نابلس وجنين.
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت" إن ما حدث في نابلس وجنين ألهم شباب المقاومة في مناطق أخرى بالضفة، وهو ما يعني اشتعال جنوب الضفة.
وأوضح ان ما حدث هو نتاج طبيعي على تصاعد الجرائم الصهيونية، "فمشروع الأمن مقابل الاقتصاد لم ينجح، في وقت عوّل عليه رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد خلال الفترة الماضية، فجاءت العملية لتنسف هذا المشروع بالكامل".
ولفت إلى أن هناك الكثير من الأصوات في الحكومة (الإسرائيلية) تطالب بردود فعل قوية، مبيّنا أن العملية ستكون لها انعكاسات كبيرة على الانتخابات خلال الأسبوع الجاري.
وأشار إلى أن الطابع العام والحالة الثورية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك عمليات ستكون حاضرة على غرار عملية الخليل، "وهو ما يفشل عملية كاسر الأمواج وينسفها نهائيا".
وعقب العملية، كتب المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات، على حسابه "فيس بوك": "تفاصيل كل ما يحدث في شمال الضفة الغربية، انتقل إلى جنوبها، وهو أمر لم يكن يريده العدو، وخاصة أنه انتشى بعد عمليته ضد العرين في نابلس".
وأضاف بشارات: "في أوج حديث جيش الاحتلال عن عمليته المستمرة كاسر الأمواج وقص العشب، جاءت عملية الخليل وبني نعيم لتبدد حالة الانتشاء المؤقت التي عاشها، ولتنقل له صورة عن نمو للعشب وللحالة النضالية في الضفة الغربية، تختلف عن أي مرحلة سابقة أخرى".
في حين، أكد الباحث في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي، أن عملية الخليل تأخذ أهمية كبيرة، من حيث التكتيك وساعدت على تحرك متناغم مع المقاومة المتصاعدة في شمال الضفة المحتلة".
وقال الرفاتي في حديث لـ "الرسالة نت": "من حيث التوقيت تأتي عملية الخليل متزامنة مع اقتراب انتخابات الكنيست والانتشار الكثيف لجيش الاحتلال في الضفة، قرابة 55% من قوات الجيش".
وأضاف: "أما من حيث المكان، فهي تنقل المعركة لكافة مناطق الضفة المحتلة بعدما كانت مركزة في شمال الضفة فقط، وهو ما يحقق أسوأ السيناريوهات لدى المنظومتين الأمنية والعسكرية بأن المقاومة تتمدد لمختلف المناطق".
وتحدث الرفاتي عن قيمة العملية التي تشتت الجهد الأمني لدولة الاحتلال، "وقد تكون ملهمة لمزيد من الشبان في الخليل للتحرك وصنع منطقة مواجهة حامية جديدة".
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن عملية الخليل، هي جزء من الإلهام الذي خلقته العمليات الأخيرة شمال الضفة، مشيرةً إلى أن الخليل منطقة حساسة بسبب كثرة انتشار الأسلحة فيها".
وقالت الصحيفة: "العملية يبدو أنها مخطط لها مسبقا، الفترة المقبلة ستكون متوترة جدًا وهذه العملية ليست نهاية القصة".
ونفّذ الشهيد الجعبري عملية في مستوطنة "كريات أربع" المقاومة على أراضي الخليل، لتسجل قتيلا و5 إصابات من الصهاينة.