أكدّت شخصيات فلسطينية سياسية من الداخل المحتل، أن دعوات مقاطعة انتخابات )الكنيست( لدى الاحتلال، تعبر عن تيار عريض في الشارع الفلسطيني بالداخل.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، تعليقا على دعوات المقاطعة للانتخابات، خاصة بعد إخفاق القوى المشاركة في تحصيل الحقوق الوطنية أو المدنية لفلسطينيي الداخل، ومقايضة الاحتلال لهذه الحقوق مقابل التنازل عن عناوين تمثل الثوابت الوطنية.
ومن المقرر انطلاق انتخابات (الكنيست) للمرة الخامسة على التوالي خلال عامين، يوم غد الثلاثاء.
أليف صباغ المختص في الشأن (الإسرائيلي)، قال:" دعوات المقاطعة تشهد عمقاً ووضوحا في الموقف والرؤية والانتماء الفلسطيني على حساب المواطنة (الإسرائيلية)".
وأشار صباغ لـ"الرسالة نت" إلى أنّ تأثير هذه الدعوات، استفز بعض الجهات في أوقات كثيرة لتمويل حملات بملايين الشواقل؛ لدفع الجمهور الفلسطيني بالداخل للمشاركة في الانتخابات، في إِشارة لقوة الموقف المقاطع.
وأكدّ صباغ الذي يقطن في الداخل المحتل أن التمويل الخارجي الفلسطيني والعربي والأمريكي للحملات الفلسطينية الداعية للتصويت، أوصل 44% فقط من جمهور الداخل إلى صندوق الانتخاب!
ويشار إلى أن القوى المشاركة بالانتخابات هي "الجبهة العربية للمساواة وعمقها الحزب الشيوعي، والحركة العربية للتغيير بقيادة أحمد طيبي، والتجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه جزء من "حركة أبناء البلد" الذين قرروا الانضمام للكنيست بعد أوسلو، وجزء آخر من قوى ديمقراطية من الجبهة المهمشة، إلى جانب الحركة الإسلامية الجنوبية".
ونوه صباغ إلى أن ما يتم الاتفاق عليه بالكنيست يتمثل في حقوق مدنية وليست وطنية، كما أن "الأحزاب (الإسرائيلية) تضطر دائماً للتأكيد على أنها ليست جزءاً من مطالب الفلسطينيين"، حسب قوله.
وذكر صباغ أن الحركة الاستيطانية (الإسرائيلية) موحدة وواحدة بكل أطيافها، مستشهداً بما حصل إبان هبة اللد من وصول عشرات المستوطنين من الضفة المحتلة للمنطقة بطريقة منظمة واستجابة لرسائل وُجهت من خلال الواتس أب.
صراع الاندماج!
من جهته، استعرض قدري أبو واصل، عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، تجربة الأحزاب الفلسطينية في المشاركة السياسية بالكنيست، لافتاً إلى أنه منذ انطلاق الحركة في سبعينيات القرن الماضي، تمسكت بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً و"نحن جزء من شعبنا الفلسطيني في الداخل".
ولفت أبو واصل في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى محاولات (إسرائيلية) لحدوث اندماج مع نخب فلسطينية منذ ثمانينات القرن الماضي، مشيراً إلى أن تجربة الكنيست تسببت عام 1996 في انقسام الحركة الإسلامية إلى "شمالية" و"جنوبية".
كما لفت إلى مساعٍ لتشكيل حالة وحدة في الداخل الفلسطيني، أثمرت عن "القائمة المشتركة"، قبل أن تنفصل عنها "الموحدة".
وأكدّ أبو واصل أنّ الخلاف الذي نشب بينهما لم يكن على يمين ويسار، بل كان على التصويت لنتنياهو أو لخصمه غانتس.
وذكر أن "الوجود العربي في الحكومة مثّل مهزلة كبيرة جداً جعلت من الوضع التمثيلي الفلسطيني في )الكنيست( هزيلاً جداً ويتحدث عن شعارات، والنتائج لا تذكر".
وحول سؤال عن جدوى مقاطعة الانتخابات، قال إنّ التعديل الدستوري في الكيان شدد على الاعتراف بيهوديته، إلى جانب قوانين التحريض والعنصرية، مستشهداً بدور الداخل الفلسطيني كامتداد للنضال الجماهيري لشعبنا في كل مناطقه، "ونحن بوصلتنا فلسطينية وجزء من شعبنا ولسنا مجزئين عنه، فكيف لنا أن نوقّع بالولاء للكيان ومصادرة الأراضي والهدم؟".
وأكد أبو واصل أن المقاطعة أكبر بكثير مما تروج له (إسرائيل)، ونجح شعبنا بشكله الجمعي لاستعادة وضعه في الداخل لما قبل النكبة".
وشدد على أن تلاحم الداخل الفلسطيني مع الضفة وغزة والشتات شكل وحدة فلسطينية متكاملة، متابعا: "نحن جزء من شعب فلسطيني متجذر، ولسنا منفصلين عنه، والأمور بدأت تتغير".
وأظهر استطلاع نشرته صحيفة "معاريف" أنه لا يتوقع فوز أي من معسكري الأحزاب المتنافسة في الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل، وتوقع الاستطلاع ألا يحصل أحدهما على 61 مقعدا على الأقل.