قائد الطوفان قائد الطوفان

حابس ريان.. والد الأسيرين ثم الشهيد

الرسالة نت – رشا فرحات

قد لا يكفي أن تقدم شيئا واحدا أو اثنين في سبيل الوطن، أو قد لا تجد أن كل شيء يمكن أن يكون كافيا، فتقدم روحك لتضع بصمتك الأخيرة، هذا ما قرره حابس ريان، إمام مسجد قرية بيت عور.

يقول شقيقه: لقد ترجم أبو عاصم ما كان يؤمن به، وقد حقق ما قاله الله تعالى: "ويتخذ منكم شهداء" وقد اصطفاه الله شهيدا كما كان يتمنى دفاعا عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

لم ينته دور أبو عاصم حينما أُسر ابنه عاصم، ولا زال ابنه قصي أسيرا، فقرر أن ينال شرفا فوق شرف فأقدم يوم الأربعاء الماضي وفداء للأقصى، وردا على كل العنتريات (الإسرائيلية) التي تمارس بحق المقدسات، على عملية دعس ارتقى فيها شهيدا.

الشهيد حباس عبد الحفيظ ريان عمره (54 عامًا) من بلدة بيت دقو، أب لثلاثة أبناء واحد منهم أسير الآن في سجون الاحتلال، هو إمام مسجد وعامل في ورشة بناء غرب رام الله.

أعطى حباس درسا مهما للجميع بأن الفرصة يمكن أن تظل معلقة بالرقاب حتى اللحظة الأخيرة ومهما تقدم بنا العمر، وقد فعلها قرب حاجز بيت عور غربي رام الله، وأصاب خلالها جنديًّا (إسرائيليًا) بجراح خطيرة.

هتفت مساجد بيت دقو تقدر ما فعله والد الأسرى الذي علقت صورته إلى جانب كثير من صور الشهداء على جدران القرية، بينما هتف المعزون باسمه في الساحات وهم يسيرون باتجاه بيته لتقديم واجب العزاء لعائلته.

يحكي شقيقه الذي لم يستغرب شجاعة الشهيد ولم يتفاجأ: "كان عشقه للأقصى مفرطا، لقد اجتاز الجدار ليلة القدر قبل خمس سنوات وهو صائم من قريته مشيا حتى وصل الأقصى، طوال ست ساعات من المشي والتعب، الجميع يحبه لابتسامته وحبه للخير، وكل القرية تعرفه".

احتجز الشهيد على حاجز بيت عور غرب مدينة رام الله في اليوم السابق للعملية أربع ساعات، وهو مصاب ويعاني من أمراض، وتعذب كغيره انتظارا على الحواجز لأنه ممنوع من السير والمرور، وهكذا على ذات الحاجز قرر أن تكون له بصمة، الرد الحقيقي الذي أصبح الوسيلة الوحيدة للفلسطيني في الضفة الغربية والقدس ليقول " لا" في وجه كل هذا الظلم".

سمي الشهيد حابس لأنه ولد لأب أسير لم يحضر ولادته، وقدم ابنيه أسيرين وتجرعت عائلته مرارة الفقد كنهج وحيد ارتبط باسم الفلسطيني، وقد اتضح لاحقا أن الضابط المصاب بعملية الدهس على حاجز بيت عور العسكري هو ضابط كبير بجيش الاحتلال وإصابته خطيرة جدا.

لم يكتف الاحتلال بإطلاق النار على حابس ريان، بل احتجز جثمانه كما يفعل في كل مرة، ونقل إلى مكان مجهول، بعد أن ترك لينزف حتى الموت بسبب منع الطواقم الطبية من الوصول إليه.

يشار إلى أن حاجز بيت عور يقع بين قريتي بيت عور التحتا والفوقا كما يفصل بين شارع ٤٤٣ والقرى الفلسطينية غرب رام الله، وهو ذات الشارع الذي يربط يافا بالقدس.

وبيت دقو إحدى القرى المحاصرة بالجدار الفاصل، ولها مدخل واحد يقع عليه معسكر لجنود الاحتلال.

البث المباشر