قائد الطوفان قائد الطوفان

عين على الضفة الغربية

فادي رمضان

شهدت الضفة الغربية مقاومة لها خصوصيتها المتجددة والمتغيرة على مدى الصراع الفلسطيني الصهيوني، مكتسبة هذه الخصوصية من خلال موقعها وطبيعتها الجغرافية، علاوة على مساحتها الواسعة وحدودها الطويلة مع ما يسمى دولة الاحتلال، كل هذه العوامل وغيرها من العوامل أصقل اهل الضفة الغربية طبيعة خاصة بإمكانية الابداع في العمليات النوعية سوآءا في الداخل المحتل او في المستوطنات الموجودة داخلها والمحيطة فيها، مما جعل لكل عملية رونق خاص من قنص وتفجير وطعن ودهس وغيرها من الاشكال المقاومة.

فبعد عملية السور الواقي في الضفة الغربية يكاد يكون العمل العسكري بالغالب فردي وغير منظم ضمن خلايا أو تشكيلات عسكرية، حيث أن التنسيق الامني ساهم بشكل كبير في تفكيك والقضاء على هذه الخلايا في بداياتها إن وجدت محاولات لتشكيلها بأشكال مختلفة، ومعلوم ان العمل العسكري إذا لم يكن ضمن خلايا منظمة بطرق عسكرية فإن أجله قصير ينتهي بالقضاء على الفرد، وانتظر حتى يظهر مقاوم جديد ليبدع بعملية عسكرية اخرى وهكذا، لكن هذا العمل لن يكون بالقوة والديمومة المطلوبة التي تشكل الخطر الحقيقي على دولة الاحتلال.

ولكننا وبعد ممارسات الاحتلال ضد شعبنا في جميع المناطق تولدت تشكيلات من رحم المعاناة والألم لبعض الشباب المؤمن بالعمل المسلح، لتشعل الحالة الثورية في مخيمات وأزقة مدن الضفة الغربية ليسوؤوا وجوه حكام دولة الاحتلال بعمليات أعادت بنا الاذهان لعمليات الكرمي وعبيات وابو الهنود والطاهر والكثير من ممن آمنوا بالعمل المقاوم المسلح طريقا لإيلام دولة الاحتلال وطريقا للنصر وشكلوا الخلايا العسكرية التي كان لها الأثر البالغ في هز أركان دولة الاحتلال، هذه المجموعات المنظمة ك كتيبة جنين ونابلس وعرين الأسود وأسود الحق هي حالات تحتاج لحاضنة ودعم كي تستطيع الاستمرار ليزداد عدد أفرادها وعدد خلاياها وتتصاعد قوتها ووعيها في العمل المسلح ضد الكيان، حيث ان هؤلاء الشباب يحتاجوا منا المزيد من تسليط الضوء عليهم ودعمهم بكل ما أوتينا من قوة، ولذلك يجب التنويه للآتي:

-هؤلاء المقاومون أعدادهم قليلة أمام الترسانة العسكرية والامكانيات الضخمة لجنود الاحتلال فنخشى القضاء عليهم بضربات الاحتلال المتتالية وانهاء هذا الحالة الوطنية الثورية المقاومة التي وصل اليها شباب الضفة، ولذلك يجب ايجاد حاضنة شعبية قوية تحمي هؤلاء الشباب، وذلك لتعذر وجود حاضنة من السلطة لارتباطها بالتنسيق الامني مع دولة الاحتلال.

-يجب دعم هؤلاء الشباب بالوعي الامني، وكيفية تأمين أنفسهم امام قدرات دولة الاحتلال الأمنية، وذلك من خلال نشرات أمنية تصل إليهم من جهات متخصصة بذلك.

-على الرغم من اهمية مقاطع الفيديو للشباب المقاوم في بث الروح الثورية لدى شباب الضفة -وهذا يحتاج الى مختصين في النشر-، الا انه من الأفضل الابتعاد عن الاتصال بالوسائل الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وعدم نشر مقاطع تظهر أماكن تواجدهم وأعدادهم وعلاقاتهم بالمجتمع المحيط، مما يسهل على اجهزة دولة الاحتلال الوصول إليهم ونصب كمائن في اماكن اعتادوا التواجد فيها، كما حدث مؤخرا مع الشهيد القائد فاروق سلامة بمخيم جنين والبث المباشر عبر التواصل الاجتماعي.

-من المفيد ان تبقى هذه الخلايا في حالة هجوم دائم لإرباك مخططات العدو والحفاظ عليها من الاغتيالات والاصطياد السهل لأفرادها، والهجوم خير وسيلة للدفاع.

 *وأخيرا أيها المقاوم حفاظك على حياتك كمقاوم فلسطيني مهم جدا لما يشكل خطر في كل لحظة على الكيان الصهيوني، وما له أثر في ارباك حسابات دولة الاحتلال مما يساهم في استنزاف أجهزتها.

البث المباشر