رفضت قيادات فتحاوية هجوم قيادة السلطة وما تسمى بقيادة المجلس الوطني، على "المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون" الذي ينادي باصلاح منظمة التحرير، مؤكدة أن هذا الهجوم تعبير عن "فوبيا وإرهاب" مشترك تجاه أي دعوة تطالب بالإصلاح.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، تعليقا على هجوم قيادات فتح على المؤتمر الذي عقد بالأمس، في الضفة والقطاع والشتات، في ظل رفض الأجهزة الأمنية انعقاده في رام الله واعتقال رئيس لجنته التحضيرية عمر عساف ساعات.
عبد الجواد صالح عضو اللجنة التنفيذية السابق، قال إن هذا الهجوم متوقع من قيادات دمرّت منظمة التحرير وحوّلتها إلى مزرعة خاصة بها.
وأضاف صالح في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أنّ هذه القيادة دمرّت القضية الفلسطينية، ودمرّت كل شيء مرتبط بالنظام السياسي سواء منظمة التحرير أو حتى السلطة بوضعها البسيط، وحولتها إلى أداة أمنية فقط.
وبين أن قيادة السلطة أفرغت المنظمة من مضمونها وجعلتها مجرد أداة للتوقيع على اتفاقات التنازل عن الحقوق الفلسطينية.
من جهته، استغرب عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، الهجوم على المؤتمر، معتبرا إياه تعبيرا عن "فوبيا" محاولة إصلاح المنظمة؛ "لأنهم يدركون أنه لن يكون لهم فيها مكان".
وشدد دلياني لـ"الرسالة نت" على أنّ هذه الدعوات لا تمسّ شرعية ووحدانية تمثيل المنظمة، قائلا: "لا أحد يريد أن يكون بديلا أو يمس أو يشكل خطرا على مكانة المنظمة؛ لكن هؤلاء يمارسون ترهيبا للحيلولة دون استمرار هذا الحراك".
ونبه إلى أن الاحتلال وبكل ما يملكه من عناصر قوة لم ينجح لحظة في ترهيب شعبنا، "فهؤلاء عليهم أن يتوقفوا عن غيهم وفوبيا التغيير التي تتملكهم".
وعبر دلياني عن استغرابه أن "يشكك رئيس مجلس وطني غير شرعي منقوص وجاء بطريقة غير شرعية، بدعوات تمثل الغالبية من أبناء شعبنا ويقوم عليها غالبية القوى والتيارات الوطنية والأهلية والمدنية في المجتمع".
من جانبه، أكد رئيس بلدية الخليل والقيادي البارز في فتح تيسير أبو سنينة، أن هذا الهجوم تعبير عن الخوف من التحرك الشعبي نحو التغيير، "هم يدركون أن التغيير الصامت ولّى زمانه ونحن اليوم أمام حالة تجاوزت الخوف والترهيب الممارس عليها".
وقال أبو سنينة لـ"الرسالة نت" "الدعوات السلمية للتغيير عبر الانتخابات وغيرها أقفلت هذه الزمرة الأبواب أمامها، وهي تدرك أن المسار الوحيد المتبقي هو التقدم نحو فرض تغيير حقيقي سلمي ولو وصل لحد العصيان المدني".
وذكر أنّ التغيير المنشود لا تستطيع السلطة تحمله لأنه ببساطة سيطيح بكل الزمرة الحاكمة التي استنفدت كل خياراتها في إصلاح الوضع، بل وكانت سببا رئيسيا في تدميره والوصول الى ما عليه القضية الفلسطينية من انهيار.
وجدد دعوته لضرورة التحرك قدما في سياق التغيير المنشود، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الوضع الداخلي الفلسطيني.
وعقد المؤتمر في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وبمشاركة واسعة ومتزامنة من الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، وأماكن اللجوء في الأردن وسوريا ولبنان والشتات.
ورأى المجتمعون أن الحاجة أصبحت ماسة جداً لانتخاب مجلس وطني فلسطيني، يقوم بدوره بانتخاب مجلس مركزي ولجنة تنفيذية للمنظمة، ويضع الاستراتيجية الكفيلة بالحفاظ على القضية الفلسطينية، والدفع بنضال الفلسطينيين قدماً نحو التحرير والعودة والاستقلال.