أربع طفلات أكبرهن لا يتجاوز عمرها التسع سنوات يحملن صورة أبيهن الأسير خليل عواودة يطفن بها أرجاء منزلهن ينادين "حرية حرية لخليل الحرية", فبعدما كانت الدمى أكبر همومهن والحصول على "صبارة راقصة" أوسع أحلامهن بات همهن الوحيد أن يعود الدفء للبيت.
زوجة الأسير دلال عواودة تقول: "لورين تضع من عطر أبيها لتطفئ بعضا من شوقها إليه"، مؤكدة أن طفلاتها سلبن الطفولة وكل حديثهن "المحامي زار بابا، وماذا يقول وكيف وضعه الصحي؟".
" كانت معنويات الأسير خليل عالية خلال الإضراب وبعده"، كما توضح زوجته، مشيرة إلى أن رسائله كانت تمدها بالقوة والثبات، "زوجتي دلال الحبيبة أنت جيشي القوي"، "معنوياتي من معنوياتك"، وأنها لا يمكن إلا أن تكون سنداً له في معركته وصوته الواصل للعالم.
وتوضح عواودة "للرسالة نت" أن الوضع الصحي لزوجها سيء للغاية فهو يعاني من الدوار المستمر ولا يستطيع المشي ولم يستعد عافيته بعدما فقد 51 كيلو من وزنه أثناء إضرابه الذي استمر 172 يوماً.
"تهمه ملفقة"
وعن "تهمة" الاحتلال للأسير خليل وادعاء محاولته تهريب هاتف نقال أثناء نقله من مستشفى "أساف هروفيه" (الإسرائيلي) إلى "الرملة" تقول دلال إنها تهمة زائفة وملفقة يريد الاحتلال من خلالها سرقة بهجة الانتصار.
وتوضح أن الهاتف كان مع خليل أثناء تواجده في المستشفى أثناء الإضراب، مبينة أن الاحتلال ينتقم من خليل لأنه استطاع انتزاع حريته.
أما والد خليل يقول بلغة يغلب عليه الأمل واليقين، "فرحة الانتصار قادمة حتى وإن طالت"، مشيراً إلى تجاهل مطالبه بالوقوف إلى جانبه ودعم قضية ابنه والإفراج عنه.
ويضيف والده: "مهما نغص الاحتلال إلا أن فرحة الانتصار قادمة حتى لو طالت أياما وأسابيع وسنحتفل به رغما عن سياسة الاحتلال المستفزة التي لن تكسر عزيمة خليل".
مؤامرة
بدوره أكد المحامي خالد زبارقة في حديثه "للرسالة نت" أن جلسة الأسير خليل عواودة الخاصّة بمناقشة لائحة "الاتهام" المقدمة ضده أجلت حتّى تاريخ الرابع من كانون الأول المقبل.
ويرى زبارقة أن الأسير عواودة سبب حرجا للاحتلال بعد انتصاره لذا حاك الأخير مؤامرة واضحة، مستغلا الظرف الصحي الذي أثر على قدرته الفكرية والذهنية وألبسه تهمة جديدة.
يذكر أنّ الأسير عواودة 40 عامًا من بلدة إذنا/ الخليل، كان من المفترض أن يُفرج عنه في الثاني من تشرين الأول المنصرم، بعد أن خاض إضرابًا عن الطعام ضد اعتقاله الإداريّ، إلا أنّ سلطات الاحتلال، وقبل الإفراج عنه بفترة وجيزة، وجهت له "تهمة" محاولة تهريب هاتف أثناء نقله من مستشفى "أساف هروفيه" (الإسرائيليّ) إلى "الرملة"، وأبقت على اعتقاله حتّى اليوم.