يشن جيش الاحتلال مؤخرا هجوما شرسا على المدن والقرى المقدسية، ضمن سياسة التضييق والعقاب الجماعي التي يمارسها بحق الفلسطينيين وخاصة في أحياء مدينة القدس، بعد تصاعد عمليات المقاومة.
واندلعت مواجهات بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال في محيط جامعة القدس أبو ديس، عقب إطلاق جنود الاحتلال قنابل الغاز بكثافة تجاه الشبان؛ ما أدى إلى إصابة عشرات الطلبة بالاختناق واندلاع النيران في ساحات الجامعة.
تصاعد المواجهات جاء عقب الوقفة الاحتجاجية التي نظمها طلاب جامعة القدس أبو ديس، ضد جرائم الاحتلال وفي ظل الهجمة التي يشنها على مخيمات القدس.
ويتذرع جيش وشرطة الاحتلال في هجومهم على المدن والمخيمات بالقدس، بارتفاع عمليات المقاومة وإطلاق النار المتكرر تجاه جنود الاحتلال على حاجز شعفاط الذي شهد عملية نوعية مزدوجة نفذها الشهيد عدي التميمي، وأدت لمقتل جنديين وإصابة آخرين.
ويرى الباحث في الشأن المقدسي جمال عمرو، أن تصاعد هجمة الاحتلال ضد المقدسيين يأتي في ظل ارتفاع عمليات المقاومة الانتقامية على جرائمه وخاصة تلك التي انطلقت من مخيمات ومدن القدس.
ويضيف عمرو في حديثه لـ "الرسالة" أن الاحتلال يعتقد أنه من خلال التضييق والهجوم على المقدسيين يمكن أن يحد من الرد على جرائمه وتنفيذ عمليات فدائية، بل على العكس تتصاعد وتيرتها وتخلق حالة سخط شعبي وجماهيري عند المقدسيين.
ويتوقع أن تزداد حدة الهجوم على المقدسيين في ظل انتخاب واحتمال تشكيل حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، في محاولة لكسب ود الجمهور اليميني الذي انتخب هذه الحكومة.
ويستبعد عمرو إمكانية أن تحد تلك الهجمة من صمود ومقاومة المقدسيين، قائلا: "مقاومة المقدسي أشد صلابة واستعدادا للمواجهة ولا يمكن لأي قوة صهيونية أن تمنعه من الرد على الجرائم التي ترتكبها بحقه".
ويؤكد الباحث في شؤون القدس شعيب أبو سنينة، أن تصعيد الاحتلال لجرائمه ضد المقدسيين بذريعة تصاعد المقاومة في القدس، حجة واهية لتشديد الخناق والتضييق على أهالي القدس.
ويضيف أبو سنينة في حديثه لـ"الرسالة" أن حالة الاحتقان والغضب ضد سياسة الاحتلال في القدس جاءت نتاج مواصلة الهدم والاعتقال وسحب الهويات وسرقة الأراضي والسيطرة عليها وإقامة بؤر استيطانية.
ويشير إلى تحرك المقدسيين في أبو ديس وغيرها من المناطق هو تعبير طبيعي عن رفض سياسة الاحتلال التي كان آخرها اختراع ما يسمى بالقبور الوهمية لسرقة أراضي المقدسيين.
ولفت إلى أن عدوان الاحتلال الأخير تسبب باحتراق نحو 40 شجرة وبيت بلاستيكي في محيط جامعة القدس بأبو ديس جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز، مما يدلل على جرائم الاحتلال وعدم مراعاته الأشجار والمزروعات وأن بطشه طال الشجر والحجر.