غزة - رامي خريس
تختلف المحاولات الإسرائيلية الأخيرة لاقتحام المسجد الأقصى عن محاولات سابقة ، فوتيرتها قد تصاعدت بشكل كبير ، في ظل ردود فعل عربية باهتة بحسب ما يصفها الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 .
وإذا كان هذا حال العرب فإن العجز بات يلف الفلسطينيين لاسيما أهل الضفة الغربية الذين يمنعون من نصرة مسجدهم وعاصمة دولتهم التي يحلمون بأن تحرر في يوم من الأيام ، وغزة محاصرة وأهلها يصرخون من بعيد ويتأوهون كلما شاهدوا على شاشات الفضائيات جيش الاحتلال يقتحمون باحات المسجد ويعتدون على مصليه.
تسارع
وتتزامن حملات اقتحام الأقصى واستمرار الحفريات تحته مع تسارع وتيرة الاستيطان في القدس ومحيطها ، وهو ما دفع بعض المراقبين للتعبير عن مخاوفهم من ان يكون العام الحالي هو عام حسم قضية القدس وتهويدها ، وبحسب ما تشير بعض المصادر المهتمة بمتابعة قضية الاستيطان فإن الحكومة الإسرائيلية رصدت في ميزانيتها للعام الجاري أكثر من 167 مليون دولار ضمن مسعاها "لتهويد القدس وطمس هويتها العربية ، منها (50 مليون دولار) فقط من أجل توسيع مستوطنتين في القدس هما معاليه ادوميم وجبل أبو غنيم" .
وترصد الحكومة الإسرائيلية بحسب تلك المصادر مبلغ 390 مليون شيكل فقط من أجل ربط مراكز استيطانية بقلب المدينة ومراكز الثقل اليهودي فيها، أما في محيط الأقصى فرصد أكثر من 70 مليون شيكل بهدف تهويد ما يعرف بالحوض المقدس وتعزيز صندوق ارث حائط البراق (المبكى)."
وتعكس هذه الأرقام فقط ما ورد في بنود الموازنة الإسرائيلية العامة لدعم الاستيطان والتهويد ولا تكشف ما ورد في بنود مصروفات الميزانية العامة، حيث أن البنود التي تتعلق بدعم الاستيطان والتهويد تبقى سرية." فضلاً عن مساهمات عشرات المؤسسات والمنظمات غير الحكومية .
التسوية
ويبدو أن إسراع الحكومة الإسرائيلية في حسم مسألة القدس والمسجد الأقصى يرتبط بتسوية المسألة مع الفلسطينيين بشكل نهائي ، ويرى بعض المراقبين أنه قد يكون هناك ترتيبات مع رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس بأن يقوم الإسرائيليون بفرض واقعا جديدا ، يستطيع عباس أن يقبله بعد ذلك ، وهو قد يفسر سعي الأخير للبحث عن شرعية ما عبر انتخابات جديدة تؤهله لتقديم تنازلات كبيرة والتوقيع على اتفاق نهائي مع الإسرائيليين الذين سيكون من نصيبهم الاستيلاء على القدس ، وإعطاء الفلسطينيين في الضفة سلاماً اقتصادياً بحسب رؤية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
ومع ذلك فإن الرياح تأتي في أوقات كثيرة بما لا تشتهيه السفن وقد ينطبق الأمر على المخططات المرسومة للقدس بشكل عام ولوضع الضفة الغربية الذي سيخضع للمساومة خلال المرحلة المقبلة حيث يتوقع المراقبون انفجار الأوضاع وانتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة والقدس تضيع على عباس ونتنياهو مخططاتهما.