تاريخ طويل من العناء خاضه سامر العيساوي، قصة وراء الأخرى لمواجهة احتلال يحفظ سامر سياسته عن ظهر قلب، وهو الذي تعود على ألا يقف متفرجا يقدم كل ما في استطاعته.
اليوم يخوض سامر العيساوي معركة جديدة، وهو الآن معزول بأمر إدارة سجون الاحتلال لأنه بدأ بخوض معركة جديدة بالإضراب عن الطعام للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء ومن بينهم الشهداء الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال".
ولفت نادي الأسير في بيانٍ له، إلى أنّ العيساوي كان قد شرع بإضراب عن الطعام منذ تاريخ 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في سجن "النقب، وهو محكوم بالسّجن 30 عامًا، وكان قد أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" وأعاد الاحتلال اعتقاله كما وأعاد بحقّه حكمه السابق".
والدة سامر العيساوي تعودت أن ترى ابنها صاحب موقف منذ صغره، علقت على معركته الجديدة قائلة:" سامر طول عمره يقف وقفات إنسانية مع الجميع منذ كان صغيرا وحينما يسمع عن خلافات بين اصدقاءه يتدخل، لديه حس المسؤولية.
تتابع:" كرامتنا يجب أن ترجع، وإكرام الميت دفنه، وهناك جثامين محتجزة منذ عشرين سنة، ومن حق أي انسان أن يكون له موقف تجاه هذه القضية ويطالب بإعادتهم، لأنهم ملك الفلسطينيين جميعا وليسوا ملك عائلاتهم فقط".
أبو البهاء عليان المتحدث السابق باسم عائلات وأهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، وهو والد الأسير بهاء عليان والذي تجرع مرارة احتجاز جثمان ابنه لأشهر قبل أن يفرج عنه الاحتلال دعا لوقفة تضامنية اليوم الأربعاء تضامنا مع سامر العيساوي قائلا: "النفير اليوم واجب على الوطن النهوض معنا للمطالبة باستعادة جثامين أبنائنا".
وأضاف عبر صفحته على فيس بوك" المنارة يوم الاربعاء هي منارة الشهداء، ومنارة القاصدين معنا في دربنا، الشهداء الذين حرم الله لحم أجسادهم على دود الأرض ودوابها، وجعل أرواحهم ترتع من نعيم الجنة، وتغدو وتروح ما بينها وبين العرش، اكرامهم ليس في الثلاجات وبردها الذي جمد قلوب أمهاتهم قبل أن يجمد أجسادهم، لفحاتها كانت زمهريرا أصاب اهلهم وعوائلهم، اكرامهم بدفن أجسادهم الى الأرض"
وفي دعوته يقول أبو بهاء عليان:" وجب علينا النفير، أهالي الشهداء المحتجزين وغير المحتجزين، بالتزامن مع اضراب الأسير سامر العيساوي، الذي أبى الا أن يشاركنا معركتنا على طريقته، إن سرعة تحركاتنا تقلل من المسافة التي بيننا وبين جثامين اولادنا، وتقلل من معاناة الأسير في اضرابه، ناهيك عن تضييق الاحتلال على .أهالي الشهداء"
وقد رحب حسين شجاعية المنسق الإعلامي للحملة الدولية لاستعادة جثامين الشهداء المحتجزة بمبادرة سامر العيساوي مؤكدا أن قصة الجثامين هي قضية وطنية وكل تضامن هي خطوة باتجاه تحرير الجثامين.
وبين أن خطوة سامر العيساوي فردية لكنها تضامنية تقدر له لافتا إلى إن عدد الجثامين المحتجزة يبلغ 102، منهم 11 طفلا وثمانية أسرى، عدا عن 256 جثمان في مقابر الأرقام لا يعرف عنها شيء، ومنها جثامين محتجزة من خمسة عقود.
قانونيا وحسب شجاعية فإن الأمر معقد، ورغم أن الاحتلال يعيد بعض الجثامين التي تعود لأشخاص ارتقوا خلال إطلاق نار، لكن جثامين منفذي العمليات فهي التي يحتجزها الاحتلال ولا يعيدها.
وفي الآونة الأخيرة زاد الاحتلال من تعقيداته حيث ذكر شجاعية أن "الأفق القانوني صعب" في هذا الملف، كون الاحتلال الإسرائيلي ربطه بملف الجنود المأسورين في غزة، مؤكدا أن هذا الربط جاء في ردود رسمية من المحكمة العليا الإسرائيلية على ملفات سابقة.
ليست هذه المرة الأولى التي يخوض فيها سامر العيساوي إضرابا عن الطعام، فهو صاحب أطول إضراب عن الطعام بعد محمد صلاح سلطان في التاريخ.
العيساوي من مواليد 16 ديسمبر 1979 في قرية العيسوية شمال شرقي القدس وجده كان من أوائل الذين انضموا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فيما استشهدت جدته خلال سنوات الانتفاضة الأولى، في حين عانى والده ووالدته في مطلع السبعينيات مرارة الاعتقال.
استشهد شقيق سامر الأكبر أواخر العام 1994 جراء الأحداث التي تلت مجزرة الحرم الإبراهيمي، بينما تعرض إخوته وأخواته الستة لتجربة الاعتقال.