قائد الطوفان قائد الطوفان

تعديل خطة الانفكاك.. اليمين المتطرف يدخل الحكومة بشرعنة الاستيطان

الرسالة نت-أحمد أبو قمر

يحضّر اليمين المتطرف لتولي زمام الحكم في (إسرائيل) عبر التركيز أكثر على الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، في سبيل إرضاء أطراف داخل الحكومة.

وفاز اليمين المتطرف في الانتخابات (الإسرائيلية) التي جرت بداية الشهر الجاري، لتزداد التوقعات بتشكيل حكومة يمينية متطرفة خالصة تضم أعضاء يمتلكون جمعيات استيطانية مثل بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير.

وذكرت القناة أن بنيامين نتنياهو وبن غفير اتفقا على تعديل القانون الذي سنّه الكنيست في 2005، لتنظيم خطة "فك الارتباط" التي فككت (إسرائيل) بموجبها المستوطنات الأربع في شمال الضفة، وجميع المستوطنات في قطاع غزة، وسحبت قوات جيش الاحتلال من القطاع.

** صراع على الوزارات

ويأتي الاتفاق في خطوة تعكس مدى استعداده للتجاوب مع مطالب اليمين الديني المتطرف، حيث وافق رئيس الوزراء المكلّف، بنيامين نتنياهو، على شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية التي دشنها المستوطنون في أرجاء الضفة الغربية، دون إذن حكومة الاحتلال وجيشه.

وذكرت قناة التلفزة "12" أن نتنياهو استجاب لطلب زعيم حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير، إضفاء صفة شرعية على 65 بؤرة استيطانية في أرجاء الضفة في غضون 60 يوماً من إعلان تشكيل الحكومة.

وأشارت القناة إلى أن الاتفاق بين نتنياهو وبن غفير، سيُسوّي الوضع القانوني للبؤر الاستيطانية، مع ربطها بشبكتي المياه والكهرباء والبنى التحتية، وتوفير حماية أمنية لها.

بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات أن اليمين المتطرف يهدف لإعادة احتلال بؤرة حومش الاستيطانية وعدة بؤر بجوارها التي خرجوا منها عام 2005.

وقال بشارات في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاتفاق بين نتنياهو وبن غفير هدفه تقسيم الحقائب الوزارية، وهو إغراء لسموتريتش الذي يقود جمعية استيطانية حتى يتخلى عن وزارة الجيش التي يطمع لها.

وأوضح أن العودة لمستوطنة حومش سيجد موقفا رافضا من الجيش الذي سيتكلف عبئا كبيرا لحمايتها كما أنها لا تشكل منطقة استراتيجية للاحتلال.

ولفت بشارات إلى أن اليمين المتطرف سيعمل خلال فترة حكمه على تسارع الاستيطان بشكل كبير، وهو ما يخلق حالة ثورية لدى الفلسطينيين.

وكانت قناة التلفزة "13" قد كشفت، أن نتنياهو وافق أيضا على طلب بن غفير على السماح للمستوطنين الذين كانوا يقطنون المستوطنات اليهودية الأربع في شمال الضفة التي أخليت في 2005، ضمن خطة "فك الارتباط"، بالعودة إليها.

وأشارت القناة إلى أن الاتفاق، ستسمح الحكومة الجديدة بعودة المستوطنين إلى مستوطنة حومش التي كانت ضمن المستوطنات التي أخليت.

ويشار إلى أن المستوطنين دشنوا على الأرض التي كانت مستوطنة حومش مدرسة دينية تحولت إلى وجهة عشرات الآلاف من المستوطنين اليهود الذين يزورونها من منطلق التعبير عن التضامن، ودعم إعادة بناء المستوطنة.

في حين، ذكر المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد أن خطة فك الارتباط نفذها رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون بالخروج من مستوطنات قطاع غزة وبعض البؤر الاستيطانية شمال الضفة المحتلة.

وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" أن الاتفاق بين نتنياهو وبن غفير ينص على شرعنة هذه البؤر مجددا وتعزيز الاستيطان في شمال الضفة.

وأوضح أن العودة لهذه البؤر الاستيطانية التي أخليت قبل 17 عاما يعني توترا مستمرا مع الفلسطينيين، "ولعل السيطرة على آلاف الدونمات التي أخلاها الاحتلال سيزيد التقسيم في جغرافيا الضفة".

ولفت مقداد إلى أن العودة لمستوطنات شمال الضفة خطوة ليست بالهيّنة وسيكون لها رد فعل كبير من الفلسطينيين قد تؤدي لاندلاع انتفاضة.

البث المباشر