يتعمد المستوطنون عند اقتحامهم الأقصى، استفزاز المقدسيين المرابطين عبر ترديد أغان (إسرائيلية) توراتية والنشيد الوطني الصهيوني (هاتيكفاه)، كما فعلت مؤخرا مستوطنة من منظمة (بيدينو) خلال اقتحامها برفقة رئيس المنظمة المتطرفة (توم نيساني).
ويحمل النشيد (الإسرائيلي) زعما بملكية اليهود لكامل أراضي فلسطين، ومدينة القدس، التي تضم المسجد الأقصى، ثالث أهم المقدسات الإسلامية.
الطقوس والممارسات الدينية للمستوطنين المتطرفين داخل المسجد الأقصى ترعاها "جماعات الهيكل" التي تعتبر الأقصى "مكانا يهوديا مقدسا وهيكلا قائما" رغم هويته الإسلامية.
ويلجأ المستوطنون المتطرفون لغناء نشيدهم الوطني داخل الأقصى كإحدى الاستراتيجيات والسياسات الدينية لتثبيت مفهوم التقسيم المكاني في الأقصى، في محاولة منهم لتثبيت الرواية (الإسرائيلية) بأن هذا المكان مقدس لهم، ويحدوهم الأمل بهدم المعلم الإسلامي "قبة الصخرة" وبناء الهيكل الثابت.
وليس النشيد الوطني فقط يردده المتطرفون، فهناك الكثير من الشعارات والأغاني التوراتية التي تحمل كلمات متطرفة يستخدمونها خلال الاقتحامات وفي مناسبات مختلفة ومنها:
-"المعبد سيبنى" أو "الأب": الأغنية الأكثر تداولا خلال الاقتحامات، بخاصة أثناء الخروج من الأقصى عند باب السلسلة، أطلقت عام 1967، وتتكلم عن الأمل في بناء "الهيكل الثالث" على جبل موريا (مكان الأقصى) من أشجار الأرز.
-"نعمة بناء القدس": تُغنّى في مناسبات كيوم "توحيد القدس"، وتتحدث مقاطعها عن "عرش داود" والبقاء في "أورشليم".
-هتاف "شعب إسرائيل حي": يُلفظ بالعبرية (عام يسرائيل حاي) وهي جملة متداولة يقولها المستوطنون للتعبير عن أنهم شعب حي. وكانت محكمة الصلح في القدس أجازت في 16 أبريل/نيسان 2018 الهتاف بهذا الشعار داخل الأقصى معللة ذلك بأنه هتاف قومي لا ديني ولا يشكل خطرا على أحد، وذلك خلال بتّها في قضية عضو الكنيست المتطرف أتيمار بن خفير الذي هتف به خلال اقتحامه الأقصى عام 2015.
يعقّب الخبير في الشأن المقدسي فخري أبو دياب بالقول إن الأناشيد والأغاني التي يستخدمها المستوطنون عند اقتحامهم الأقصى عبارة عن رقصات وأناشيد توراتية أو مستحدثة من التلمود لإثبات أن المكان هو معبد لتأدية الصلوات الدينية.
وأوضح أبو دياب "للرسالة نت" أن المستوطنين يتعمدون ربط شعائرهم بالأقصى باعتباره مكانا مقدسا لهم وليس مسجدا رغم طرازه الإسلامي، مشيرا إلى أن الكثير من المناسبات كالزواج واحتفالات بلوغ أولادهم تقام هناك مصحوبة بأغاني توراتية.
ومن ناحية أخرى يقول إن هناك اقتحامات مصحوبة بالنشيد الوطني كونه يبعث الأمل لديهم ويرضى غرورهم عند الاقتحامات ويشعرهم بالهيمنة على المسجد، وبالتالي من خلال تلك الأغاني والأناشيد يشعرون بسيطرتهم عليه سياسيا ودينيا.
وعن موقف المقدسيين من تلك الاقتحامات المصحوبة بأغاني توراتية، ذكر أنهم يردون عليهم بالتكبيرات والآيات القرآنية، مشيرا إلى أن كل من يحاول الاعتراض على تلك الأغاني سيتم إبعاده عن الأقصى أو اعتقاله.
وتجدر الإشارة إلى أنه غلاة المستوطنين يمارسون طقوسهم داخل الأقصى وأركانه بأدوات مساعدة تكاد تتواجد في كل بيت، وإن كان بعض منها يوجد في بيوت المتشددين فقط، وهي تعبر عادة عن جوانب مختلفة من العادات والمعتقدات والتقاليد اليهودية، بالنسبة للمتدينين.