يمر يوم الطفل العالمي، الذي يصادف العشرين من نوفمبر كل عام، بوجود 160 طفلا فلسطينيا في سجون الاحتلال (الإسرائيلي).
وخلال السنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة اعتقالات الأطفال في سجون الاحتلال بما يتنافى مع القوانين الدولية التي تجرّم حبسهم أو إنزال عقوبة بهم.
ولم يتوقف الأمر على الاعتقال، فيعتبر الأطفال بيئة مستهدفة من الاحتلال ليرتقي منهم الشهداء ويصاب عدد منهم بشكل مستمر في ظل انتهاكات متواصلة على الحواجز.
مآسي مستمرة
المختص في شؤون الأسرى، رياض الأشقر، أكد أن يوم الطفل العالمي يعتبر مناسبة مهمة للتذكير بانتهاكات الاحتلال بحق الأطفال في سجون الاحتلال، "وكذلك حالات الانتهاكات التي تعصف بهم بشكل يومي خلال ذهابهم للدراسة".
وقال الأشقر في حديث لـ "الرسالة نت" إن العالم يقف متفرجا أمام انتهاكات الاحتلال، في وقت يعمد إلى إصابة واعتقال عدد كبير من الأطفال في طريقة غير أخلاقية منافية للمواثيق الدولية.
وأوضح أن قرابة 10 آلاف طفل اعتقلهم الاحتلال منذ عام 2015 وحتى يومنا هذا، وأكثر من ألف حالة اعتقال تتم سنويا بحق الأطفال الفلسطينيين.
ولفت إلى أنه منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أكتوبر الماضي، جرت أكثر من 750 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين، في وقت لا يزال أكثر من 160 طفلا موزعين على عدد من السجون.
وبيّن أن الاحتلال يستهدف أطفال القدس بشكل خاص في محاولة لردعهم وثنيهم عن الوقوف في وجه تهديد المدينة، "كما أن هناك اعتقالا منزليا يمارس بحق الأطفال، فضلا عن الغرامات المالية الباهظة".
ويرى المختص في شؤون الأسرى، فؤاد الخفش، أن من أحد أكبر المآسي التي تمر بها القضية الفلسطينية حاليا وجود عشرات الأطفال في سجون الاحتلال، "فضلا عن استهداف متعمد لهم بالقتل والإصابة".
وتطرق الخفش للحديث عن الأسير المريض أحمد مناصرة الذي اعتقله الاحتلال وعمره 14 عاما وحاليا يوجد في العزل الانفرادي، قائلا: "كبر مناصرة داخل العزل ويرفض الاحتلال الإفراج عنه رغم الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها".
وأكد أن الاحتلال يضرب عرض الحائط بجميع الاتفاقيات في ممارسة غير أخلاقية يسكت عنها العالم، "رغم تجريم الاتفاقيات الدولية لانتهاكات الأطفال".
وأصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بيانا في يوم الطفل العالمي، مؤكدةً أن أشكال اعتقال الأطفال القُصر لا تختلف عن البالغين، وأن غالبية الأطفال جرى اعتقالهم من بيوتهم بعد اقتحامها والعبث بمحتواها في ساعات الليل.
وبين أن الكثير من الأطفال يجري اعتقالهم من الشوارع، أو في طريقهم إلى مدارسهم أو حين العودة منها لبيوتهم، ومن ثم يزج بهم في ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الإنسانية ويتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب.
ووفق الهيئة، فإن الشهادات تؤكد أن جميع الأطفال الذين مرّوا بتجربة الاعتقال أو الاحتجاز، وبنسبة 100%، تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي، أو المعاملة القاسية والمهينة، وأدلى الكثيرون منهم بشهادات مؤلمة لمحامي الهيئة.