قائد الطوفان قائد الطوفان

توسيع مستوطنة "نوف صهيون" مخطط لفصل القدس عن محيطها

الرسالة نت- محمد عطا الله

كالأفعى السامة يسبح الاستيطان (الإسرائيلي) حول مدينة القدس المحتلة ويلتف حولها، في محاولة لخنقها وفرض واقع جديد على الأرض بعد تقسيمها لأجزاء لتسهيل الانقضاض عليها.

وتخطط سلطات الاحتلال لبناء 100 وحدة استيطانية جديدة و275 غرفة فندقية عند مدخل بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة، بهدف توسيع مستوطنة "نوف صهيون"، لتصبح أكبر مستوطنة داخل الأحياء المقدسية.

ومن المقرر أن تناقش لجنة التخطيط المحلية (الإسرائيلية) في القدس المحتلة الخطة الأسبوع الجاري، التي من شأنها أن تساهم بتوسيع المستوطنة وحجمها بشكل كبير، وربطها بالمستوطنة المجاورة شرق تلبيوت "أرمون هنتسيف".

ووفق جمعية "عير عميم" اليسارية (الإسرائيلية)، فإنه وفي حالة الموافقة على الخطة، فإنها ستحول "نوف صهيون" من جيب معزول للمستوطنين إلى امتداد مبني متجاور لمستوطنة "شرق تلبيوت"، مما سيقطع عمق جبل المكبر.

وأشارت إلى أنه تم تضمين قطعة الأرض المخصصة للتوسع الاستيطاني في مصادرة الأراضي الكبيرة التي نفذتها (إسرائيل) في القدس قبل عقود.

فصل المدينة

ويرى المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن التوسع الاستيطاني وتكييفه يأتي لتغيير العامل التركيبي لمدينة القدس وإيجاد خطط للصراع الديمغرافي.

ويوضح أبو دياب في حديثه لـ"الرسالة نت" أن توسيع هذه المستوطنة الواقعة بين سلوان وجبل المكبر يهدف لتعزيز الاستيطان وفصل التجمعات السكانية التي يقيم فيها المقدسيون والمجاورة للمسجد الأقصى؛ لوقف تمددها ومنع تطورها ومراقبتها.

ويضيف أن هذه المشروع يعتبر همزة وصل بين مستوطنات جنوب القدس بيت صفافا وجبل أبو غنيم وصولا لشرقها جبل المكبر، ولإيجاد حزام استيطاني يحيط بالبلدة القديمة ويعمل على حصار المسجد الأقصى.

ويشدد أبو دياب على أن ما يجري مقدمة لفصل القدس عن عمقها ومحيطها من الجنوب للشمال وتجزيء التجمعات السكانية ومحاصرتها لاختراقها من الوسط ووقف تمددها العمراني.

ويشير إلى أن هذا جزء من فرض الأمر الواقع على القدس وتغيير هويتها الديمغرافية وصولا إلى قدس يهودية وتغيير الطابع الديني فيها وتغيير المشهد بشكل عام وإخفاء التجمعات والمعالم الوطنية وتشويهها لإقامة المستوطنات.

ويرى المختص والخبير بشؤون الاستيطان الدكتور محمد عودة، أن هذه المشاريع تأتي تزامنا مع جهود تشكيل حكومة يمينية متطرفة تدعم الاستيطان بشكل مُطلق، رغم أن هذه المخططات موجودة مسبقا لكنها بدأت تخرج بالتدريج إلى العلن.

وأوضح عودة في حديثه لـ "الرسالة نت" أن التوسع الاستيطاني في مستوطنة "نوف صهيون" سيزيد من اختناق التجمعات المقدسية ويعمل على ابتلاع جزء كبير من أراضي جبل المكبر، وهو مخطط مماثل لما جرى في العيزرية وشعفاط والجسر الهوائي وغيره من المشاريع السابقة.

ويبين أن هذه المخططات تعمل على تغيير معالم مدينة القدس ومحاصرة قراها وتهجير سكانها، وصولا لإحلالها بالمستوطنين وسرقتها والادعاء أنها أراضي صهيونية.

البث المباشر