لا تزال عملية القدس حاضرة في الأوساط العبرية وبين القيادة السياسية، بعدما شكّلت صدمة زادت حدتها مع عجز المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) عن اكتشاف خيوط العملية.
وتأتي عملية القدس المزدوجة بأساليب جديدة وبصمة عمل منظم يربك المجتمع الصهيوني ويضع الكثير من علامات الاستفهام عمّا هو قادم.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر عملية تفجيرية في القدس وقعت عام 2011، وهو ما يضع الاحتلال أمام منظومة أمنية مهترئة وتصاعد منظم للمقاومة الفلسطينية.
أساليب جديدة
ويرى المختص في الشؤون (الإسرائيلية) رجائي الكركي، أن عملية القدس المزدوجة شكلت تحدي كبير لجميع أجهزة الاحتلال، وكانت مفاجئة وجاءت بأساليب جديدة.
وقال الكركي في حديث لـ "الرسالة نت": "بعد غياب سنوات طويلة للعمليات التفجيرية، فإن عودتها وفي قلب دولة الاحتلال ومنطقة تعتبر من الصعوبة الوصول إليها يشكّل صدمة للاحتلال".
وأوضح أن هناك حالة من المزاودات بين الأقطاب (الإسرائيلية) وتأتي على أعتاب تشكيل حكومة يمينية متطرفة.
ووفق الكركي، يحاول رئيس حكومة الاحتلال المرتقبة بنيامين نتنياهو خداع شركائه واستغلال عملية القدس لتشكيل حكومة والحصول على تنازلات من الأحزاب المشاركة في الحكومة.
وأضاف: "لا شك أن بيئة المقاومة بالضفة والداخل المحتل تشكّل عقبة في تنفيذ عمليات متكررة مثل هذه العملية النوعية ولكن متى تهيّأت الفرصة فالمقاومون لا يترددون في ذلك".
ولفت إلى أن تنامي المقاومة الفلسطينية على جميع الجبهات، يأتي في ظل تنصل الاحتلال من أي حلول للفلسطينيين واستمرار الاعتداء على المقدسيين وتهويد مدينة القدس.
ويتفق المختص في الشؤون (الإسرائيلية)، عصمت منصور مع سابقه في أن عملية القدس كانت مفاجأة ولم يكن أي إنذارات عن حدوث هذا النوع من العملية.
وقال منصور في حديث لـ "الرسالة نت": "العملية شكلت فشلا استخباراتيا وأمنيا، ومع مرور أكثر من يوم ونصف على حدوث العملية فإن فشل إسرائيل في فك لغز العملية أدخلها في حالة ارباك".
وبيّن أن العمل المنظم للعملية والتخطيط الدقيق لها ينذر بعمليات أخرى ستكون مؤلمة للاحتلال.
وأوضح منصور أن هناك حالة من الهلع في المجتمع الصهيوني، وعشرات البلاغات التي ترد تباعا للشركة (الإسرائيلية) تدلل على الحالة الأمنية الفارغة في دولة الاحتلال.
وتجدر الإشارة إلى أنه قتل مستوطن وأصيب 22 آخرين في عملية القدس المزدوجة في حين وصفت بعضهم بالخطيرة.
ونقلت صحيفة "يديعوت" العبرية، عن مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال يائير لبيد أن قوات الأمن ستعمل على إلقاء القبض على منفذي العملية التفجيرية في القدس.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه في ختام الجلسة التي عقدها لتقييم الوضع الأمني في الكرياه بتل أبيب قال لبيد: "العملية المزدوجة في القدس هي بمثابة حادث تختلف ملامحه عما شاهدناه على مدار السنوات الأخيرة".
ونوه إلى أن هناك جهد استخباراتي واسع النطاق يبذل حاليًا سيفضي إلى الكشف عن المنفذين والكشف عن الجهات التي تقف وراءهم والجهة التي تزودهم بالوسائل القتالية.