أكد مختصون في الشأن السياسي أن جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين وتزايد عمليات القتل في مدن الضفة والقدس، ستٌقابل بحالة من الغليان ومزيد من عمليات المقاومة.
ودعوا لضرورة العمل وفق رؤية موحدة وبرنامج مشترك يلتف حول مقاومة الاحتلال ومقابلة جرائمه بمزيد من العمليات الفدائية.
واستشهد قرابة 11 فلسطينيا في مدن الضفة والقدس المحتلة، خلال أسبوعين فقط، وهو ما يشير إلى تصاعد مستمر في الجرائم ضد الفلسطينيين واستخدام القوة المفرطة.
لا سبيل سوى المقاومة
وأكد المحلل السياسي عامر سعد أن الانتخابات (الإسرائيلية) الأخيرة أفرزت اليمين المتطرف وهو ما يدفع المستوطنين إلى مزيد من الإجرام، "وزيادة الشهداء الفلسطينيين يأتي بتشجيع رسمي (إسرائيلي) على مواصلة القتل".
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت": "لا شك أن زيادة إجرام جيش الاحتلال ومستوطنيه لا بد أن يُقابل بزيادة وتيرة المقاومة الفلسطينية".
وأشار إلى أن هناك غليان خلال الفترة الأخيرة في الشارع الفلسطيني وبالتالي القوة لا يقابلها إلا القوة.
وبيّن أن هناك تناميا لظاهرة مقاومة "نابلس وجنين"، منوها إلى أن هناك تعميما لتجربة شمال الضفة في باقي المحافظات.
ولفت إلى أن ما يحدث من تصاعد جرائم الاحتلال ومستوطنيه يهدد وجود السلطة الفلسطينية بسبب عجزها عن إيجاد خيارات لمنع الإجرام وحاجة الفلسطينيين لبيئة مقاومة قادرة للدفاع عنهم.
وتوقع سعد أن تندلع انتفاضة ثالثة خلال فترة قريبة، في ظل حالة الغليان والإعدامات الميدانية المتواصلة.
وتجدر الإشارة إلى أن المعطيات العسكرية (الإسرائيلية) تذهب للتشاؤم بسبب توقعاتها القاتمة للتصعيد، رغم ما تجريه قوات الاحتلال من عمليات دموية لملاحقة المقاومة، بما تشمله من اجتياحات واغتيالات واعتقالات.
وفي الوقت ذاته، تؤكد الأوساط (الإسرائيلية) أن هذه التطورات المتلاحقة تتطلب استدعاء المزيد من كتائب الاحتياط، وتجهيزها بطائرات مسيرة تقذف القنابل اليدوية، "لكن سيترتب على ذلك تعطل تدريباته المنتظمة، والتأثير السلبي على لياقته للحرب".
في حين أكد المحلل في الشأن السياسي نهاد أبو غوش أن تزايد عمليات الإعدام الميداني يأتي ضمن سياسة عامة تنتهجها سلطات الاحتلال، وفي وقت يتمتع جنود الاحتلال ومستوطنوه بالصلاحيات الكاملة لقتل الفلسطينيين دون حساب".
ولفت في مقابلة مع "الرسالة نت" إلى أنه لا جدوى من وقف تغوّل الاحتلال سوى بالمقاومة، "مع ضرورة إيجاد برنامج وطني موحد يؤكد على خيار المقاومة بالتوازي مع العمل السياسي والقانوني في المحافل الدولية".
وأضاف: "يجب العمل باستمرار على فضح جرائم الاحتلال واستغلال جميع الطرق لنقل ما جرائم جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين".