تترقب الضفة الغربية أياماً صعبة في المواجهة مع سلطات الاحتلال التي تحمل حكومتها المنتظرة مزيداً من التطرف والعنصرية تجاه الفلسطينيين ومقدساتهم وأرضهم.
مراقبون للواقع في الضفة، أجمعوا على أن العلاقة بين اعتداءات الاحتلال وأعمال المقاومة تسير بشكل طردي، فوتيرة العمل المقاوم في تزايد، وتسجل إخفاقا كبيرا للعدو وأجهزته الأمنية المختلفة.
تصعيد وحذر
وقال الكاتب والمحلل السياسي سري سمورـ إن هناك زيادة في وتيرة العمل المقاوم بالضفة المحتلة، وأن الاحتلال يتوقع تصعيدا في الفترة المقبلة.
وأوضح سمور أن المقاومة هي رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني أثبت أنه لم ولن يخضع على مر السنين.
ودعا سمور المقاومين لضرورة أخذ الحذر الشديد من غدر الاحتلال، الذي ما عهد الشعب الفلسطيني عليه إلا البطش والإجرام والخديعة.
أيام ساخنة
وقال الكاتب محمد القيق إن عمليات إطلاق النار في الخليل ورام الله إخفاق كبير لأجهزة الاحتلال رغم إجراءاته الأمنية وتعاونه مع السلطة.
وأشار القيق إلى أن تصاعد أعمال المقاومة في الضفة دليل على قناعة الشعب بفشل مشاريع التسوية، وعجز الاحتلال عن مواجهة العمليات البطولية.
وأوضح أن الأيام القادمة في الضفة ستكون أكثر سخونة، وأن بيانات عرين الأسود لها دلالة معنوية وسياسية، وباتت تصفع المخابرات (الإسرائيلية).
وأضاف القيق: "بيانات عرين الأسود تؤكد أنها مجموعة مسلحة منظمة ستقدم المزيد من العمليات في الضفة الغربية".
وحول دور السلطة، رأى القيق أنها لا تزال تمارس الإقصاء في قراراتها السياسية والاستفراد بالقرار الوطني الفلسطيني.
وبيّن أن السلطة ما زالت صامتة إزاء توسع الاستيطان، واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في عموم الضفة الغربية.
وأعلنت مجموعة عرين الأسود رفع حالة الاستنفار والجهوزية في صفوف مقاتليها، والمقاومين في نابلس ورام الله و الخليل وجنين.
وقررت العرين في بيان لها مساء اليوم الثلاثاء، إلغاء فعالية لتأبين شهداء العرين وشهداء المقاومة كانت مقررة يوم الجمعة المقبل في نابلس، وذلك لغايات أمنية.
ووجهت العرين رسالة لجنين ومخيمها بأن العدو يجهز للمقاومة أمر صعب، داعية لليقظة التامة من العدو الذي طبعه الغدر والخيانة.
وأوضحت أنه الأوان لأن نقف جميعا أمام مسؤولياتنا تجاه الوطن، وأن تخرج آلاف البنادق من مرابضها عند أي اقتحام، وأن نلتحم جميعا في معاركنا اليومية مع المحتل.
وطالبت كل مقاوم بأن يتهيأ لما هو قادم، مشيرة إلى أن الساعات القادمة قد تحمل خطرا أمنيا.
وقالت العرين إن العدو لا يحتمل حرباً طويلة وخسائر بشرية، وأن المقاومين الأبطال وشعبنا الثائر، يجهزون له حربا وخسائر فادحة بإذن الله.
وأكدت العرين أن المقاومين في الضفة الغربية، خيروا بين الكرامة والذل وبين الذود عن دينهم وأرضهم وعرضهم أو الخنوع، فاختاروا الموت بعز ولا الحياة بمذلة.
وذكرت بمقولة شقيقة الشهيدين الشقيقين جواد وظافر الريماوي، بأن الطبيعي أن تدافع عن أرضك وعرضك عندما يكون هناك من ينتهكها، والطبيعي أن يذود الإنسان الحر عن وطنه وبيته وعرضه.