لم يخفِ مسؤولون (إسرائيليون) في أحاديث إعلامية الفترة الماضية، خشيتهم من انهيار جيشهم وكيانهم، رغم الدعم الذي تقدمه لهم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
وفي آخر تطور، قدم عدد كبير من قادة أجهزة أمن الاحتلال السابقين، رسالة إلى رئيس الحكومة القادم بنيامين نتنياهو، طالبوه فيها باتخاذ موقف حاسم ضد "موجة التحريض" التي يتعرض لها قادة الجيش (الإسرائيلي) من قبل قادة الأحزاب "اليمينية" المتطرفة، وفق القناة العبرية 12.
وذكر المراسل العسكري للقناة العبرية نير دفوري أن هذه التصريحات قد بدأت بالتغلغل في أروقة الجيش "الإسرائيلي" وأحدثت حالة من الانقسام بين القادة والجنود وأدت لرفض تنفيذ التعليمات.
وبحسب القناة، فقد قدم نائب رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال متان فيلنائي، الرسالة التي وقع عليها 412 من قادة الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) القدامى.
وحذر الجنرال الصهيوني، من حدوث فوضى عارمة وتفكك في الجيش (الإسرائيلي) من الداخل وانتشار ظاهرة التهرب من أداء الخدمة العسكرية، داعيا نتنياهو للعمل بسرعة لوقف هذه الظاهرة وعدم تجاهل المؤشرات التي "ستمس بقدرة الجيش وتماسكه وقدرته على التعامل مع التحديات".
وكان رئيس الكيان "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ قد صرح، أمس، بأن (إسرائيل) تشهد انشقاقا خطيرا يهدد بتقويضها من الداخل.
وقال هرتسوغ إن (إسرائيل) تشهد انشقاقا خطيرا يهدد بتقويضها من الداخل، مكررا بذلك مخاوف أعرب عنها بعض قادة كيان الاحتلال الذي قام على أرض فلسطين.
وفي كلمة أمام مؤتمر السلطات المحلية للحداثة، أعرب هرتسوغ عن أمله في أن تصل (إسرائيل) إلى عامها الـ80 "موحدة".
وفي وقت سابق، أبدى رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال (إسرائيل) قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وفي مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قال باراك: "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانتا بداية تفككها في العقد الثامن".
وأضاف قائلًا إن تجربة "الدولة" العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة، وهي الآن في عقدها الثامن، وإنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
وقد مضى على قيام كيان الاحتلال "الإسرائيلي" على أرض فلسطين 74 عاما. ويتباهى بأنه يمتلك واحدا من أقوى الجيوش وأكثرها تطورا في العالم، وبأن لديه اقتصادا قويا وصناعات دفاعية ذات شهرة عالمية.
في المقابل يواجه الاحتلال تحديات كبيرة، فلا يزال الشعب الفلسطيني يقاومه بكل الوسائل ويصر على استعادة أرضه المحتلة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس المحتلة.
ورغم القوة التدميرية الهائلة للسلاح (الإسرائيلي)، فإن هذه القوة تبدو هشة أمام جولات الصراع مع المقاومة الفلسطينية التي تطلق صواريخها تجاه المدن والتجمعات (الإسرائيلية)، مما يجبر المستوطنين على دخول الملاجئ ويؤدي إلى شلل الحياة في مرافق مهمة بما في ذلك المطارات.
كما يعاني الكيان (الإسرائيلي) صراعات داخلية بين التيارات اليهودية المتباينة، مما ينذر بتفككه، وفقا لكتاب وساسة.