تفاصيل كثيرة ورسائل وتهديدات جدية لا تخطئها عين المراقب، نقلها مهرجان الانطلاقة الـ35 لحركة حماس في غزة اليوم الأربعاء، وبرغم ما تحرص عليه الحركة في كل فعالياتها ومهرجاناتها على مستوى التجهيزات والترتيبات التي تعكس مستوى عال من التنظيم والإعداد، إلا أن ما حمله المهرجان من مضامين وقضايا وتهديدات حقيقية يبقى الأهم.
ويمكن القول إن مهرجان انطلاقة حماس35 حمل 7 رسائل أساسية:
أولاً: الحشود بمئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني التي شاركت في انطلاقة حماس اليوم، هي تأكيد لكل استطلاعات الرأي التي تظهر في نتائجها حماس على أنها الحركة الأولى فلسطينياً، والأجدر بقيادة الشعب الفلسطيني.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة ما بين 7-10 كانون أول (ديسمبر) 2022، تغيرا كبيرا في توازن القوى الداخلي لصالح "حماس" تركزت في الضفة المحتلة، وتقول النسبة الأكبر (69%) أن حماس هي الأكثر جدارة بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني.
ثانياً: رسالة الوحدة الوطنية التي حملها المهرجان من خلال حضور كل فصائل العمل الوطني، وهو تتويج لجهد جبار بذلته حماس خلال السنوات الماضية لجسر الهوة وتوحيد كل الفصائل تحت لواء المقاومة.
وقد حملت كلمة قائد الحركة في غزة يحيى السنوار تأكيدا مهما على مسألة الوحدة الوطنية حينما قال "لم نختلف استراتيجيا يوما مع حركة فتح عندما كانت ترفع خيار الكفاح المسلح، وإنما الاختلاف فقط جرى عندما سلكت مشاريع التسوية والتنسيق الأمني"، مشيرا إلى أنهم على توافق مع كل مكونات شعبنا في وجه الاحتلال، "وها هم مجاهدونا في جنين والعرين لا يكاد أحدهم أن يميز أحدا عن الآخر".
ثالثاً: ركز المهرجان بشكل كبير على تصاعد الحالة الثورية في الضفة الغربية لمقاومة الاحتلال وجرائمه، والتأكيد على أن الحركة تولي الضفة أهمية وأولوية كبيرة من خلال دعمها للمقاومة هناك، والتعبير عن احتضانها وتأييدها لكل التشكيلات العسكرية في الضفة.
وقد ظهرت الحشود في المهرجان وهي تحمل صور عرين الأسود وشهداء الضفة ما يعكس أن غزة بكامل قواها الفصائلية والشعبية تقف خلف مقاومة الضفة.
وقد أثنى السنوار خلال كلمته على ظاهرة مخيم جنين وكتيبة بلاطة وعرين الأسود، وعمليات مقاومة الاحتلال، وعدم السماح له باستباحة الضفة، وأن تصاعد المقاومة بكل أشكالها، هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف شعبنا.
رابعاً: القدس على رأس الأولويات، من أهم رسائل المهرجان التي لم تخلو منها كلمات قادة حماس، إلى جانب تحذير الاحتلال وحكومته الأكثر تطرفاً التي تتشكل حالياً من تغيير الوضع القائم هناك، والتذكير بسيف القدس الذي رفعته المقاومة في وجه الاحتلال لحماية الأقصى، وهي تجربة قد تتكرر في أي لحظة ترى المقاومة أنها يجب أن تتدخل لردع الاحتلال عن جرائمه في القدس.
خامساً: الأسرى الذين تشكل قضيتهم كلمة السر في مهرجان حماس 35، حيث كانت العنوان الأبرز لكل الفقرات والمفاجآت التي شهدها المهرجان، من خلال مشاركة الأسرى من داخل سجون الاحتلال بكلمة مسجلة بصوتهم في المهرجان لأول مرة، إلى جانب ما كشف عنه السنوار من جولات التفاوض السرية وتهديد الاحتلال بضرورة إنهاء الملف وإلا سيغلق للأبد، وهو التهديد الذي توج بكشف كتائب القسام عن سلاح الضابط الأسير لديها هدار جولدن، والرسائل التي حملها كإمكانية أن يكون الضابط على قيد الحياة.
وقد علق المتطرف الصهيوني أبراهام بلوخ بالقول: "حماس كشفت السلاح الشخصي للجندي هدار غولدين، إنه أمر مُفجع".
سادساً: رسالة وحدة الساحات وضرورة أن يتوحد الفلسطينيون في كل أماكن تواجدهم لمقاومة الاحتلال، فقد جاء في كلمة قائد أركان القسام محمد الضيف: "فلتتوحد كل الرايات ولتلتئم كل الجبهات ولتفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مقدسة وهي تحرير فلسطين".
حديث الضيف عن وحدة الساحات تحقق فعلا في معركة سيف القدس مايو 2021، وكلمته تأتي تأكيدا على المضي فيها، رغم ما يحدث من انتهاكات في القدس والضفة المحتلتين.
سابعاً: حمل المهرجان رسالة للشعوب العربية تجسدت أولاً في الأعلام العربية التي رُسمت على خلفية المهرجان، والتي تأتي في أجواء مونديال قطر، الذي عكس قوة حضور القضية الفلسطينية في وجدان كل الشعوب العربية، والجماهير التي هتفت في الملاعب باسم فلسطين ورفعت علمها على مدار الساعة.
وحرص السنوار على توجيه رسالة للشعوب العربية قائلاً "شعوبنا في مونديال قطر أكدت انتماءها لفلسطين والقدس، وأكدت نبذها للاحتلال ورفضها للتطبيع".