رجل الدعوة والجهاد

الذكرى الحادية عشر لرحيل الشيخ القائد محمد أبو زيد من جنين 

الشيخ القائد محمد أبو زيد من جنين 
الشيخ القائد محمد أبو زيد من جنين 

جنين-الرسالة نت

  توافق اليوم الذكرى الحادية عشر لرحيل الشيخ محمد فؤاد أبو زيد، خطيب المسجد الأقصى، وأحد قادة جماعة الإخوان المسلمين، ومن أبرز مؤسسي حركة حماس في فلسطين، ومفتي جنين، وعضو رابطة علماء فلسطين، ورمز من رموز الدعوة والإصلاح، وأحد القادة المبعدين إلى مرج الزهور.

ويعتبر الشيخ أبو زيد من أعواد منابر المسجد الأقصى، ومساجد فلسطين التاريخية، وصوت أسد يدافع عن الحق الفلسطيني.

 وقد تربى على يديه أجيال من أبناء وقادة الدعوة في فلسطين التاريخية أمثال الشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب، حيث ورث الشباب عنه، واكتسبوا منه رجاحة العقل، وسعة الصدر، والصبر والحكمة والحنكة والتألّق في اتخاذ المواقف بعد موازنتها ومن ثم اتخاذ القرارات الوازنة

المولد والنشأة

 ولد الشيخ محمد فؤاد أبو زيد في بلدة قباطية عام 1934، لأب مزارع لكنه أحب العلم والعلماء مما أثر في حياة ولده العلمية، وقد ترك الشيخ أرملة وولدين وأربع بنات.

 درس الشيخ محمد فؤاد بمدرسة قباطية الابتدائية وأتم الدراسة فيها عام 1948م، ثم أرسله والده إلى القاهرة لدراسة العلم الشرعي فأتم دراسته الثانوية في معهد البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عام 1952م.

 وتابع دراسته الشرعية في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، وحصل فيها على دبلوم في الشريعة عام 1954م.

ثم عاد إلى فلسطين، وسافر إلى دمشق، والتحق بجامعة دمشق وتخصص في العلوم الشرعية حيث نال منها شهادة الليسانس عام 1960م.

وقد تتلمذ الشيخ محمد فؤاد على يد عدد من العلماء منهم الشيخ مصطفى السباعي، والشيخ مصطفى الزرقا رحمهما الله.

وظائف ومسئوليات
 اشتغل الشيخ محمد فؤاد أبو زيد في التدريس والوعظ والخطابة والإفتاء، وعمل مدرساً في كلية الشريعة التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية في عمان.

 عمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم مدة 15 سنة، وفي العام 1979م تولى إدارة أوقاف نابلس، ثم تولى إدارة أوقاف جنين، وفي عام 1996م أصبح مفتي محافظة جنين.

وعلى مدار سنوات عمل واعظاً ومدرساً وموجهاً للأئمة والوعاظ وخطيباً وبخاصة في المسجد الأقصى المبارك.

 أولى الشيخ محمد فؤاد الوعظ والإرشاد والإصلاح أهمية بالغة، فكتب العديد من المقالات في المجلات الدينية، وألقى المحاضرات، وشارك في الندوات في المؤسسات التعليمية والاجتماعية والرياضية.

 كان للشيخ أثر بالغ في التوعية والصحوة في مدن وقرى فلسطين مع دعاة آخرين، ونشط في مجال الإصلاح وفض النزاعات العشائرية والتنظيمية والتحكيم في مختلف الإحداث على مستوى محافظة جنين.

ومن أنشطته الهامة المشاركة في تأسيس لجنة أموال الزكاة لمحافظة جنين، ومساعدة لجان الزكاة الأخرى والجمعيات الخيرية على أداء عملها بالشكل السليم وذلك بما يتمتع به من حكمة وخبرة في هذا الميدان.

 اختير الشيخ محمد فؤاد أبو زيد عضواً في الهيئة الإسلامية العليا في القدس وفي مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى.

وهو من الرواد الذين نشروا الدعوة، وربوا الشباب على الإسلام في المنطقة التي احتلت عام 1948م وخاصة في المثلث والجليل، فكانت له جولات دعوية في كثير من مدن وقرى فلسطين من الجليل الأعلى وحتى النقب.

مسيرة جهادية

 أمضى أبو فؤاد أكثر من ستة أعوام في سجون الاحتلال، وأبعد إلى جنوب لبنان "مرج الزهور" عام 1992، برز خلاله كأحد قادة المخيم، حيث انتخب ضمن اللجنة القيادية، وكان غالبا ما يؤخذ برأيه بعد مناقشة الأمور والقضايا والمواقف.

 اسندت إليه لجنة صياغة الخطابات والكتب والرسائل من المبعدين للرؤساء والملوك والزعماء والأمراء العرب والدول الإسلامية والمجتمع الدولي؛ لشرح القضايا والمواقف، وكان من أبرز مستقبلي الزوار من مسئولين ومبعوثين عرب ومسلمين وأجانب وبرلمانيين وإعلاميين في خيمة الاستقبال العامّة.

 عرفت خيمته بالأكثر نشاطا وحركة، واعتبرت المحطّة الثانية للزوار والباحثين عن المواقف والرؤى، وكان كريما مضيافا سخي اليد، باسم الثغر والمحيا، لا تفارقه الابتسامة وبشاشة الوجه، كما هو في بيته مع أهله وإخوانه وضيوفه.

رحيل قائد

 توفي الشيخ العالم المجاهد محمد فؤاد أبو زيد في 18 كانون الأول عام 2011م عن عمر يناهز 77 عاما، وعبرت حركة حماس عن تعازيها بوفاة كونه أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

البث المباشر