هذا الاحتلال لم يعد يكتفي بقتلنا فرادى! في مخيم قلنديا ستصرخ أم ثكلى لتذكرنا وتردد: اثنان، شقيقان، قطعتان من القلب ودمعتان في العين وكثير من شقاء العمر حتى خرجت لنا صورة لشابين في عمر الورد.
هذا يعني أن هذا القتل الذي يمارسه الاحتلال علينا لم يعد يفرز موتا واحدا، بل هو شيء آخر أكبر كثيرا، أثقل كثيرا من معنى الموت!!
لقد خرج الشهيدان محمد ومهند يوسف إمطير، مع ثلاثة آخرين من الأشقاء، ليتجهزوا لعرس ابنة شقيقتهما الكبرى المقرر يوم الجمعة القادمة، حينما قلب الفرح حزنا على يد مستوطن، يتمشى بسيارته في أراضي الضفة الغربية التي من المفترض أن تكون تحت حكم السلطة، وبالطريق المؤدية إلى نابلس، ارتكب جريمته وفر.
"كنا خمسة أخوة، نركب في السيارة، سائرين في طريقنا من قلنديا إلى نابلس وفيما يسمى طريق زعترة أو شارع (60) كما يسميه الاحتلال استشهد مهند ومحمد " هكذا قال أحمد الشقيق الثالث الذي نجى ليحكي لنا الحكاية.
ويضيف: "السيارة تعطلت، ووقفنا إلى جانب الطريق لإصلاحها وتغيير عجلاتها حينما دهسنا مستوطن بسيارته ونحن نهم بإرجاع الأدوات، رأيت سيارتنا تطير إلى آخر الشارع، ويرتقي أخواي مهند ومحمد، كان حادثا متعمدا".
وقال مدير مكتب محافظة القدس في مخيم قلنديا زكريا فيالة إن الشقيقين محمد ومهند إمطير، كانا يقفان على جانب الطريق لاستبدال أحد إطارات السيارة التي يستقلانها برفقة الأشقاء، قبل أن يدهسهما مستوطن متعمدا بمركبته. وقبل أن يهرب حاول استهداف الباقين، لكنهم كانوا على الجهة الأخرى من المركبة.
وأضاف في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن حادثة الدعس أدت إلى استشهاد محمد إمطير على الفور ونقل جثمانه إلى أحد مستشفيات مدينة نابلس، فيما أصيب شقيقه مهند، وجرى نقله وهو في حالة حرجة إلى أحد المستشفيات داخل أراضي الـ48 ليعلن عن استشهاده لاحقا.
يذكر أن محمد (37 عاما) متزوج وأب لابنتين وهو عامل في الداخل المحتل، بينما يدرس مهند (19 عاما) التجارة العامة في جامعة خضوري، ولهما من الأشقاء ثلاثة وأربع شقيقات.
ولفت إلى أن الشهيدين شيعا اليوم بعد صلاة الظهر حيث انطلقت مراسم التشييع من مجمع فلسطين الطبي الساعة العاشرة إلى منزل العائلة والصلاة عليهما في مسجد قلنديا ومن ثم إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء في قلنديا.
ويقطن في الضفة الغربية أكثر من نصف مليون مستوطن (إسرائيلي) إلى جانب نحو 2.7 مليون فلسطيني وسط حوادث توتر شبه يومية، بسبب الاعتداءات المتكررة والمتواصلة من المستوطنين وقوات الاحتلال.
وقد تضاعفت هجمات الإرهاب اليهودي التي يمارسها مستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أظهرت معطيات صدرت عن الجيش (الإسرائيلي) نفسه الأسبوع الماضي، في تلخيص لأنشطة القتل التي يمارسها في حق الفلسطيني، أو ضمن ما يسميها العملية العسكرية التي أسماها "كاسر الأمواج".
وكعادتها، أدانت الأمم المتحدة قبل يومين، عنف المستوطنين في الضفة العربية المحتلة والاستخدام المفرط للقوة من قوات الاحتلال (الإسرائيلي).
وفي ذات خطاب الإدانة، قالت إن عام 2022 الأكثر دموية في هذه المنطقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
شقيق الشهيدين إمطير: خرجنا خمسة أخوة وعدنا ثلاثة
الرسالة نت-رشا فرحات