منذ اليوم ولمدة ثمانية أيام تحاول جماعات المعبد المتطرفة تكثيف اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك بمناسبة ما يسمى عيد الأنوار العبري، وقد نصب مستوطنون، مساء السبت، شمعدانًا في ساحة حائط البراق قرب المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، استعدادًا لطقوس عيد المستوطنين "الحانوكا".
الجديد هذا العام أنه خلال هذا العيد سيعلن نتنياهو حكومته، وسيكون هذا أول اختبار للإرهابي الكاهاني إيتمار بن غفير بصفته "وزير الأمن الداخلي" لتغيير الوضع القائم في الأقصى.
كما أن منظمة "شباب هارئيل" ومنظمة "نساء لأجل الهيكل" توحدتا جهودهما للمرة الأولى لرفع أعداد المقتحمين وفرض "اقتحام مركزي جرى بالأمس" كان وفق المختصين ذروة الاقتحامات التي تمتد حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
ويقول زياد ابحيص المختص بقضايا القدس أن منظمة "شباب هارئيل" و"نساء من أجل الهيكل" المتطرفتين قدمتا دعوة لجمهورهما لاعتبار يوم أمس الثلاثاء يوم "الاقتحام المركزي" بمناسبة "عيد الأنوار" العبري.
ويتابع: تحاول تلك المنظمات رفع أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك ودفع سقف عدوان "الأنوار" إلى الأمام، في ظل الأعداد المحدودة للمقتحمين التي استجابت لدعوات جماعات الهيكل المتطرفة على مدى اليومين الماضيين.
ويلفت ابحيص إلى أن اقتحامات منظمة "شباب هارئيل" تكون عادة من أخطر الاقتحامات وأكثرها عدواناً، حيث يؤدون الطقوس التوراتية العلنية ويقرؤون الصلوات ومقاطع التوراة بصوتٍ عالٍ طوال اقتحاماتهم، ويلبسون ثياباً خاصة تحمل الرموز التوراتية الخاصة بكل عيد يقتحمون خلاله.
ويذكر أن جماعة "نساء لأجل الهيكل" تشكل عنوان جذب وتحفيز للمتطرفات الصهيونيات خصوصاً في مستوطنات الضفة الغربية، ومستوطنة كريات أربع في الخليل بشكلٍ أساس.
بدوره يرى أسامة برهم الباحث في شؤون القدس أن هذا الاقتحام كان استثنائيا لأن عضو الكنيست بن غفير كان موجودا ليهيئ لحكم سيكون فيه الاقتحام بشكل آخر.
وبين برهم أن الاقتحامات كانت بالأمس واليوم على شكل جماعات من منظمات متطرفة وأمام أبواب الأقصى التي لم يكن المقتحمون يجرؤون على الوقوف أمامها.
ويرى برهم أن الشرطة التي كانت متحفظة وتمنع الاقتحام والسجود الملحمي في باحات الأقصى، تجاهلت وسمحت للمقتحمين بالسجود، وقد سبق هذا الاقتحام حملة كبيرة لإبعاد مرابطي الأقصى.
وأكد أن وجود أسماء جديدة أكثر تطرفا مثل " ناعوم" وهو عضو كنيست من قائمة بن غفير وهو يقتحم لأول مرة، ويعني أن اقتحام المتطرفين يزداد وهذا أخطر ما يراه برهم في اقتحامات هذا العام، بالإضافة إلى رقصات الصباح الباكر وتواصلها حتى المغرب أمام باب القطانين وغيره من الأبواب التي لم يقتحمها المتطرفون مسبقا.
وتحشد جماعات "الهيكل" منذ أسابيع أنصارها من المتطرفين لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد في عيد "الحانوكا" الذي بدأ في 18 ديسمبر ويستمر لثمانية أيام، وسط دعوات صريحة لتأدية صلوات جماعية، ومحاولة إضاءة "شموع العيد" داخل المسجدـ.
وعادة ما تتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وتجري على دفعتين الأولى في الفترة الصباحية والثانية بعد صلاة الظهر.