الهدم القسرى.. مأساة عائلة زحايكة على جبل المكبر

الرسالة نت-رشا فرحات

ليست هذه المرة الأولى التي تحارب فيها عائلة زحايكة، فمنذ عقد من الزمن وهي تقاوم على جبل المكبر في القدس لتحافظ على ما تبقى من حجارة بيوتها الممنوعة من الترميم والبناء والتوسع على أراضيها.

وبدأ الاحتلال قبل خمسة عشر عاما، وتحديدا في آذار 2007 بتسويق عشرات الوحدات السكنية التي بناها في مستعمرة "نوف تصيون" وصادر لأجلها أراضي سفح جبل المكبر شمال شرق "قصر المندوب السامي" التي تعود إلى عائلة الزحايكة وعبيدات وآخرين، وفق مركز أبحاث الأراضي والانتهاكات (الإسرائيلية) في القدس.

وبالأمس، وقف أبو أيمن زحايكة يلهث أمام مشهد هدم ذاتي ليس الأول، فاستأجر " باغر" بنفسه ليهدم منزل ابنه حجرا حجرا، وهو يقول: "أنا ساكن هون، مش طالع، أنا من أهل القدس وراح أضل من أهلها، من أهل القدس وللقدس" ويكرر عشرات المرات وهو يشرح".

ويتابع: "بنيت هذه الدار لابني أيمن وتزوج فيها وأنجب أربعة أبناء، وقد دفعت للاحتلال بحجة البناء دون ترخيص 30 ألف شيكل لا زلنا ندفعها حتى اليوم، علما أن الاحتلال يرفض دائما إعطاءنا تراخيص لأجل البناء".

ويضيف: كلفنا بناء هذا البيت أكثر من 700 ألف شيكل واضطررت إلى هدمه حتى لا أدفع غرامة أخرى لرفض الهدم قد تصل إلى تسعين ألف شيكل.

دفع أبو أيمن أجرة " باغر" لهدم منزل ابنه وصلت إلى ثمانية آلاف شيكل، وهو لا يدري أين سيذهب ابنه وأحفاده في هذا البرد، وقد حملوا أثاث منزلهم الذي بقي في العراء، وكوموه في غرفة فارغة في بيت الجد.

ويعد جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة هدفا للاحتلال منذ سنوات، وآخر مشاريع استهدافه مخطط لبناء 100 وحدة استيطانية جديدة و275 غرفة فندقية عند مدخل البلدة، بغية توسيع مستوطنة "نوف صهيون"، كي تصبح أكبر مستوطنة على جبال القدس.

وقد بدأ الاحتلال في مناقشة خطة البناء هذا الأسبوع، التي من شأنها أن تساهم ليس فقط بتوسيع المستوطنة المذكورة، وإنما ستربطها أيضًا بالمستوطنة المجاورة "أرمون هنتسيف".

وبحسب جمعية "عير عميم" اليسارية (الإسرائيلية)، فإنه في حالة الموافقة على الخطة، فإنها ستحول "نوف صهيون" من جيب معزول للمستوطنين إلى امتداد مبني متجاور لمستوطنة "شرق تلبيوت"، مما سيقطع عمق جبل المكبر.

وبالأرقام، يشير الباحث المختص بقضايا الاستيطان فخري أبو دياب في مقابلة مع "الرسالة" إلى أن هناك 18000 وحدة استيطانية صادقت عليها مؤسسات الاحتلال التهويدية، وحوالي عشرة مشاريع نفذتها حول المسجد الأقصى وفي أراضي البلدة القديمة.

 ولفت أبو دياب إلى مأساة أهالي القدس الناتجة عن سياسة المماطلة التي يستخدمها الاحتلال في طلبات تراخيص البناء، فهو لا يعطي لأهالي البلدة القديمة أي رخصة بناء، بل هناك 780 دعوى في أروقة المحاكم ضد أصحاب منازل بسبب البناء دون تراخيص، وقد فرضت عليهم غرامات بآلاف الشواكل بالإضافة الى أوامر هدم.

وبين أن هناك 780 بيتاً فرضت عليهم غرامة بمتوسط 50 ألف شيكل، ما يعني أن 39 مليون شيكل فرضت منذ العام الماضي على سكان القدس.

وقد هدمت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) 300 مبنى بالضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ مطلع العام الجاري، بحسب إحصاءات وثقتها منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا).

البث المباشر