مخطط شارع استيطاني يُمهّد لنكبة جديدة ‏في ‏‎القدس

الرسالة نت– مها شهوان

في خطوات جنونية، تسير مشاريع الاستيطان التهويدية في مدينة القدس، وقبل أن تنتهي سنة ‏‏‏‏2022 أعلن الاحتلال عن مخطط جديد يمثل نكبة جديدة للمقدسيين.‏

ويربط المشروع بين البلدات التي هُجّر أصحابها في عام 1948، والأراضي التي احتلتها في عام ‏‏‏‏1967، بشكل مباشر، دون الحاجة للمرور عبر أراضي وسط المدينة المقدسة.‏

وتخطط بلدية مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي مدينة القدس، ووزارة الاستيطان، شق شارع استيطاني جديد، يربط مستوطنات القدس، بالأحياء اليهودية في أراضي ‏‏‏الساحل الفلسطيني بالداخل المحتل.‏

وسيبلغ طول الشارع الاستيطاني الجديد حوالي 75 كيلومترا، وسيصادر آلاف الدونمات من ‏‏‏الأراضي، ويهجر حوالي 7 آلاف فلسطيني، ويبيد 26 تجمعا بدويا، وسيستهدف بلدات حزما، ‏‏‏وعناتا، والعيساوية.‏

وسينطلق المشروع من مستوطنة "ميشور أدوميم" شرق القدس، والمنطقة الصناعية في قرية ‏الخان ‏‏الأحمر والشارع الاستيطاني الالتفافي رقم (433)، مروراً ببلدة "حزما" إلى الشمال الشرقي ‏للمدينة ‏‏المقدسة، ومستوطنة "موديعين" المقامة على أرضها، والواقعة على الطريق الواصلة بين ‏القدس ‏‏وتل أبيب، وصولاً إلى تجمّع "غوش دان" في تل أبيب، وهو عبارة عن تجمع للأحياء ‏الحضرية ‏‏اليهودية المقامة على أراضي الساحل الفلسطيني بالداخل المحتل.‏

وبحسب صحيفة "كول هاعير" (الإسرائيلية)، فإن الشارع الاستيطاني في شكله النهائي سيسمح ‏‏‏لسكان مستوطنة "غوش أدوميم"، بمن فيهم سكان مستوطنة "معاليه أدوميم"، بالوصول مباشرة من ‏‏‏تقاطع "حزما" باتجاه "غوش دان"، دون الحاجة إلى المرور عبر القدس، وعبر تقاطع التلة ‏‏‏الفرنسية، باتصال سريع ومباشر بطريق "مناحيم بيغن" في تل أبيب.‏

تضخيم المستوطنات

يقول حسن خاطر، المختص في الشأن الاستيطاني، إن خطورة المشروع تتمثل في ربط ‏‏المستوطنات ‏الموجودة شرقي القدس بالعمق (الإسرائيلي) الداخلي، دون الحاجة للمرور عبر ‏‏بالمدن والأحياء ‏العربية مما سيؤدي إلى تضخيم المستوطنات بعدما كان هناك عائق بين هذه ‏‏المستوطنات.‏

ويوضح خاطر "للرسالة نت" أن وصول المستوطنين للمدن الرئيسية في (إسرائيل) يكون عبر ‏‏‏المرور بالمدينة المقدسة والأحياء العربية وبالتالي كانوا يواجهون مشكلة في ذلك تتمثل بالخوف ‏‏‏والقلق من الاحتكاك بالشباب المقدسيين واندلاع مواجهة جديدة، وبالتالي الشارع الجديد نجدة ‏‏‏وانتصار لهم وسيسهل حركتهم بينما نكبة للمقدسيين.‏

ويشير إلى أن مشروع الشارع الاستيطاني سيسهل الحركة لقاطني مستوطنة "معاليه أدوميم" ‏‏‏وسيغري المستوطنين بالقدوم إليها وتوسيعها بشكل كبير، خاصة أنها تقع شرقي القدس وتمتد ‏‏‏باتجاه أريحا ويحيطها الكثير من الأراضي.‏

وبدا واضحا تنامي المشاريع الاستيطانية في السنوات الأخيرة التي تنفذ بشكل سريع على أرض ‏‏‏الواقع، وهنا يقول خاطر: "(إسرائيل) في كل جرائمها تستند إلى منطق سياسة الأمر الواقع دون ‏‏‏الاكتراث للمواقف الدولية وذلك لوجود غطاء أمريكي لهذه الجرائم".‏

‏ ولفت إلى أنه على صعيد القانون الدولي لا يزال يعد الاستيطان جريمة وهناك تحركات ‏لجمعيات ‏دولية قاطعت المنتجات الصادرة من تلك المستوطنات ومع ذلك يتغول الاحتلال في ‏بناء ‏المزيد ‏من المشاريع ويسرق الأراضي الفلسطينية.‏

الحكومة اليمينية ستنفذ

وفي ذات السياق ذكر فخري أبو دياب المختص في الشأن المقدسي، أن الشارع الاستيطاني ‏‏‏الجديد سيضاعف الاستيطان في البلدات الفلسطينية، وسيصادر كامل أراضيها، كما سيساهم في ‏‏‏طرد أكثر من خمسة آلاف فلسطيني من البدو شرق القدس، وأكبرها تجمع الخان الأحمر، وتجمع ‏‏‏جبل البابا.‏

ويقول أبو دياب عبر صفحته الفيسبوك: "سلطات الاحتلال تسارع الخطى للمصادقة على عشرات ‏‏‏المشاريع الاستيطانية في مدينة القدس تمهيدا لتنفيذها العام المقبل في ظل وجود الحكومة اليمينية ‏‏‏الجديدة".‏

ووفق متابعته، فإن مخطط الشارع الاستيطاني يمهد لفرض الضم الكامل، عبر البدء بتهيئة البنية ‏‏‏التحتية والشوارع والطرق، لاستكمال المشروع الاستيطاني من مستوطنة "ميشور أدوميم" إلى ‏‏‏منطقة البحر الميت في مدينة أريحا، وصولاً إلى الحدود الأردنية الفلسطينية، حيث مناطق ‏‏‏الأغوار الواسعة.‏

وحذر من مخاطر تلك المشاريع على مدينة القدس ومحاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على ‏‏‏الأرض تتمثل في تهويد المدينة وفصل الأحياء والمناطق الفلسطينية عن بعضها لتعزيز وجوده.‏

البث المباشر