قنبلة في مدن الداخل.. هل ينفجر سلاح الجريمة في وجه المحتل؟

قنبلة في مدن الداخل.. هل ينفجر سلاح الجريمة في وجه المحتل؟
قنبلة في مدن الداخل.. هل ينفجر سلاح الجريمة في وجه المحتل؟

غزة – مها شهوان

في الوقت الذي تغض الشرطة (الإسرائيلية) بصرها عن انتشار السلاح بين فلسطينيي الداخل المحتل من أجل زرع الفتنة بينهم ورفع نسبة الجريمة في صفوف الشباب، "انقلب السحر على الساحر" بعد الصحوة التي حدثت هناك وتحديدا بعد هبة مايو 2021 وانتقامهم من المحتل لما يفعله المستوطنون في المسجد الأقصى.

قبل أيام، وقعت عملية في كفر قاسم التي تأتي ضمن سلسلة عمليات جرت في الداخل المحتل خلال 2022، كانعكاس للواقع المعقد الذي يعيشه الفلسطينيون في الداخل وتفجر الأوضاع هناك، حين قام الشهيد الشاب نعيم بدير، فجر الجمعة، بتنفيذ علمية إطلاق نار ودهس أدت لإصابة عنصرين من شرطة الاحتلال، وذلك بسبب حالة الضغط والقهر الذي يعيشه فلسطينيو الداخل بسبب عنصرية الاحتلال.

وشهد هذا العام عملية نوعية نفذها ثوار من مقاومي الداخل المحتل انتقاما من سياسة الاحتلال العنصرية تجاه المجتمع الفلسطيني على أراضي الـ 48، وغضبا من الانتهاكات (الإسرائيلية) في الضفة والقدس وغزة، مما أرهق العدو الذي أصبح يتخبط في تأمين جبهته الداخلية.

وتدلل العملية التي وقعت في كفر قاسم، على أن المجتمع الفلسطيني في الداخل ينزف، وتؤكد أن تعامل المنظومة (الإسرائيلية) مع السلاح في الداخل بمكيالين، قد ظهر مجددًا في تعامله مع الشاب مطلق النار، بمعنى أنها تغض الطرف عن السلاح الموجه ضد الفلسطينيين فيما بينهم بل وتدعمه، أما في حال استخدم السلاح ذاته لغير الفلسطيني تعلن حالة من الطوارئ والردع.

سلاح مقاومة

يقول إيهاب جبارين المختص في الشأن الداخلي لفلسطينيي الـ 48 إن المؤسسة (الإسرائيلية) على مدار سنوات تحاول زرع الجريمة بين فلسطينيي الداخل، لكن حسب الإحصائيات "جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن"، موضحا أن الفتنة انزلقت في الشارع اليهودي ضد الاحتلال حيث استغل الشباب توفر السلاح وباتوا يقومون بعمليات بطولية ضد الاحتلال.

ويوضح جبارين "للرسالة نت" أن أغلب من يرتكب الجريمة المنظمة في الداخل الفلسطيني هم "عملاء الشباك"، لافتا في الوقت ذاته أن الشباب الذين ينفذون عمليات فدائية مقاومون.

ويشير إلى أن عملية كفر قاسم تؤكد النزعة الوطنية لفلسطينيي الداخل ورفضهم لكل أشكال الاضطهاد التي يتعرض لها الفلسطينيون وكان ذلك واضحا منذ هبة مايو 2021 حين انطلقت شرارتها من الداخل المحتل لرفضهم اقتحامات الأقصى.

وبحسب جبارين، فإن العمليات الدهس وإطلاق النار التي ينفذها شبان من الداخل المحتل تفزع الاحتلال لاسيما وأنهم في العام الأخير غيروا من مسار معادلة تعامل الاحتلال مع القضية الفلسطينية، ما شكل صدمة للمؤسسة السياسية (الإسرائيلية)، التي استشعرت فشل استراتيجية تذويب فلسطينيي الداخل كأقلية قومية ذات هوية فلسطينية جماعية.

ووفق قوله فإن الثقة التي حصل عليها فلسطينيو الداخل خلال تصديهم لانتهاكات الاحتلال ودعمهم للأقصى منحهم دفعة قوية للاستمرار في نضالهم في السنة الأخيرة ولازالوا يقودون العمليات النوعية.

وفي السياق ذاته يقول محمد زيدان الحقوقي والكاتب السياسي: "في الآونة الأخيرة انتشرت عمليات سرقة أسلحة من معسكرات جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، ووفق التقديرات فإن شبابا فلسطينيين يستخدمونها في اعمال المقاومة"، مشيرا إلى أن الاحتلال يتساهل في التعامل مع الجرائم الجنائية التي تتم في الداخل بينهما يثور حين تحدث عمليات بطولية باستخدام أسلحة وفرها بين أيدي الثوار دون قصد".

ويوضح زيدان أن (إسرائيل) بمحاولتها زرع المخدرات والأسلحة داخل المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، فشلت بإبعاده عن مشروع المقاومة، أو القضايا الفلسطينية المهمة، بل انعكس كل شيء ضدها وبات لدى الشباب قوة وعزيمة في مواجهة المحتل دون تراجع أو خوف.

ويشير إلى أن صعود العمليات الفدائية سيرتفع كلما حاول الاحتلال تغذية المحتل بالجريمة، وسينتج أفواجا من الفدائيين القادرين على مواجهة المحتل.

وعن عملية كفر قاسم الأخيرة، يقول زيدان: "نحن أمام سياق ثوري يحمل المزيد من العمليات، فهذا هو المسار الجديد للحدث الفلسطيني وللصراع داخل الأرض المحتلة بين الاحتلال والشعب"، مضيفا: حين تنفيذ الفتية لعمليات فدائية تهز الاحتلال بكل أدواته ووسائله يحاول أن يكون يقظا لأي عملية لكن الثوار يفاجئونه كل مرة بعملية نوعية.

يذكر أن الشرطة (الإسرائيلية) نشرت العشرات من عناصرها في كفر قاسم، وأرسلت تعزيزات أمنية تشمل عناصر من الوحدات الخاصة، وحوّلت المدينة إلى ثكنة عسكرية، وادعت أنه "خلال البحث في المبنى الذي خرج منه منفذ العملية في كفر قاسم، تم العثور على سلاح وذخائر وزجاجات حارقة وسكين".

كما يظهر مقطع فيديو التُقط من مكان الجريمة أن عددا من أفراد الشرطة أطلقوا النار على شخص كان يقود مركبته عائدا إلى الخلف، في حي تواجدت فيه دوريات للشرطة، فيما سمع دوي إطلاق النار.

البث المباشر