اختتمت فصائل المقاومة في غزة مناورة مشتركة مساء الأربعاء 28/12، جاءت بعنوان -الركن الشديد 3- استمرارا لمناورتين سابقتين خلال العامين المنصرمين، بينما يحمل هذا المسمى في طياته دلالات وردت في القرآن الكريم في سورة هود-اية 80-" قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" والتي جاءت لتؤكد أن قوة المقاومة في اتحادها والركون الى بعضها بما تمتلكه من إمكانيات وخبرات، ولتوجه الرسالة الأقوى للعدو ومن خلفهم من المتربصين في القضية الفلسطينية ان المقاومة في خندق واحد.
ومن ذلك نستخلص أنه ليس القوة والتمعن الشديد في اختيار الاسم كافية للدلالة على ما تحمله هذه المناورة العسكرية على الرغم من أهميته، بل بما سيتحقق من هذه الأهداف المرسومة في الميدان.
وحسب الغرفة المشتركة الراعي الرسمي لهذه المناورة، أوضحت الهدف من هذه المناورة ألا وهو (رفع الكفاءة والجاهزية القتالية لفصائل المقاومة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات) ومن خلال ذلك يتم تبادل خبرات الاجنحة العسكرية في العديد من المجالات، وصولا للدقة في التنسيق الميداني وقراءة المعركة وتوحيد المفاهيم، مما يخفف من خسائر المقاومة التي ممكن أن يحققها العدو الصهيوني في ميدان المعركة.
الركن الشديد 3 يختلف عن ما سبقه من حيث التوقيت والمضمون، حيث أنه:
أولا: جاء بعد عدة أيام من مناورة للاحتلال الصهيوني على حدود قطاع غزة والركن الشديد تؤكد للعدو بان المقاومة جاهزة في كل وقت وحين.
ثانيا: نفذت المناورة على أرض أول موقع عسكري يضم كل الفصائل المنضوية في إطار الغرفة المشتركة، وهذا تأكيد عملي على وحدة فصائل المقاومة وأنها تتقدم بخطىً ثابته نحو تكوين جيش التحرير.
ثالثا: جاءت منسجمة مع الخطاب والتوجه السياسي لفصائل المقاومة والتي جاءت على لسان قائد حركة حماس في الانطلاقة ال 35 لحركة حماس الأخ يحي السنوار"سنمهل الاحتلال وقتًا محدودًا لإتمام هذه الصفقة، وإلا فسنغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد، وسيتم تحريرهم بوسائل أخرى" حيث أنها تضمنت سيناريوهات تكتيكية مختلفة؛ أبرزها عملية إغارة خلف خطوط العدو تخللها أسر عدد من الجنود"، لتطمئن الاسرى البواسل بأن تحريرهم على سلم أولويات المقاومة.
رابعا: تأتي على اعتاب عام جديد 2023 كما ألمح الاخ يحيى السنوار ضمن خطابه أيضا انه عام سيشهد استحقاقات كبرى، لترسل المقاومة رسالة بانها جاهزة.
خامسا: المقاومة من خلال هذه المناورة حرصت على التأكيد على وحدة الساحات من خلال تسمية الموقع العسكري باسم (عرين الأسود) لتؤكد بان عينها على القدس والضفة وكل اراضينا الفلسطينية المحتلة، حيث أننا على اعتاب تشكيل حكومة صهيونية وصفت بأنها الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال.