أكد الأسير القسامي القائد حسن سلامة أن عمليات الثأر المقدس ستبقى خالدة في التاريخ، تروي للأجيالِ قصةَ إرادةٍ تجاوزتِ المستحيل، وصنعت المعجزاتِ وفضحت الكيان الصهيوني، وأوضحت للعالمِ أجمع هشاشتَه.
جاء ذلك خلال كلمة للأسير القائد، اليوم الخميس، خلال حفل إشهار كتابه "الحافلات تحترق" والذي أصدره قسم التاريخ العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وقال سلامة: "في هذهِ المناسبةِ، وفي هذا التاريخِ الذي تجذّرَ على أرضِ غزةَ بدماءِ المهندسِ يحيى عياش، وقد مضى عليه ما يقاربُ الستةَ والعشرينَ عامًا، نجتمعُ اليومَ لُنحييَ هذه الذكرى التي ما زالت شاخصةً أمامي، وكأنها بالأمس، وقد دخلتُ إلى ذلكَ البيتَ المُسجى على أرضِه المهندسُ غارقًا في دمائِه وحولَه إخوانُه، ورفاقُ دربِه يبكونَه وينتحبونَ، وهُم من، همُ، أصحابُ التاريخِ، ومن لهم الصولاتُ والجولاتُ في ميادينِ الجهادِ، ولكن على أمثالِ المهندسِ فلتبكي الرجالُ دماً أشعلَ بركاناً، تقاذفت حممُهُ على هذا العدوِ حرقاً وقتلاً وأشلاءً مقطعةً، فكانَ الثأرُ المقدسُ الذي أرعبَ كيانَهم، وزلزلَ أركانَ دولتِهم المزعومة".
وتابع: "خرجت بأمرٍ من أبو خالد محمد الضيف، وبدأنا العملَ وخطونا خطوتِنا الأولى بإشرافِ ومساعدةِ ثلةٍ من القادةِ، أمثالِ الشهيد عدنان الغول، والشهيدِ سهيل أبو نحل، والقائدِ محمد السنوار، وغيرهم الكثير، وسرنا متوكلينَ على اللهِ في طريقٍ محفوفةٍ بالمخاطر، لا نمتلك سوى قليل من المتفجرات، ومبلغٌ من الدولاراتِ لا يتجاوزُ الألفَ دولارٍ "دين".
وأوضح سلامة أن الإرادةُ والعزيمةُ والإيمانُ، كانت بمثابة صواعقُ ثلاثةٌ فَجَّرتِ البركانَ في أنفسِهم، وبمساعدةِ الأسيرِ المقدسيِ أكرم القواسمي، والأسيرِ المحررِ المقدسي أيمن الرازم، والأسيرِ محمد أبو وردة والذي أحضرَ الاستشهاديين الثلاثةَ (الشهيدَ إبراهيم سراحنة، والشهيدَ مجدي أبو وردة، والشهيدَ رائد الشرنوبي)، وبمساعدةِ القادةِ الشهداءِ أمثالِ محيي الدين الشريف، والشهيدينِ عماد وعادل عوض الله، تمكنوا من هزِ أركانِ العدوِ بعملياتٍ ستبقى خالدة في التاريخ إلى أبد الآبدين.
وفي ختام كلمته أبرق بالتحية لكتائب الشهيد عز الدين القسام جنداً وقادةً، معرباً عن تمنياته بصفقة تحرير مشرفة قريبة، ويتمكن من خلالها الأسرى من العودة إلى ساحات الجهاد، مضيفاً: "مجاهدينا الأبطالَ، أبناءَ كتابِ القسام اسمحوا لنا أن نموتَ في ساحاتِ الوغى جنوداً في جيشِ التحريرِ، حتى نجدَ أرضاً تضمُّنَا، وقبرًا يُكتبُ عليه اسمُنا، لا ثلاجةَ تجمدُ أجسادَنا مُعرَّفةً برقْمٍ، نريدُ استعادةَ أسمائِنا بتحريرِنا قبلَ أن نموت".