تحول المطارد فتحي خازم (أبو رعد) إلى أيقونة وطنية ورمزًا للنضال الفلسطيني في الضفة المحتلة، بعد استشهاد نجليه رعد وعبد الرحمن، ليجسد حالة وطنية خاصة في مخيم جنين.
المطارد أبو رعد خازم
أبو رعد خازم ظهر للفلسطينيين بعد تلقي نبأ استشهاد ابنه رعد منفذ عملية "ديزنغوف" في "تل أبيب"، والتي قتل فيها 3 (إسرائيليين) وأصيب ما يقارب الـ 16 أخرين
اقرأ أيضًا ..
التصفية الصامتة.. هل سمم الاحتلال أبو رعد خازم؟
وبعد نبأ استشهاد رعد حضر الآلاف من الفلسطينيين من مخيم جنين لمواساة الأب والعائلة باستشهاد ابنهم رعد خازم.
إلا أن أبو رعد خازم خرج للآلاف من الشبان الفلسطينيين في خطابه الأول ويعطي دفعة ثورية ووطنية للشبان بمقاومة الاحتلال.
الكلمات التي خرجت من أبو رعد خازم خرجت صداها لتصل أرجاء مدن الضفة، للثور في وجه الاحتلال وتبدأ المجموعات المسلحة بالنهوض ومقارعة الاحتلال.
أبو رعد خازم
عملية (ديزنغوف) قلبت حياة فتحي خازم فأصبح على رأس قائمة المطلوبين للاعتقال لدى قوات الاحتلال، بعد أن رفض تسليم نفسه للاحتلال قبل أن يفرج عن جثمان أبنه.
وأصبح أبو رعد يعرف بشعبيته العالية وقدرته على الخطابة والتأثير بالشباب وحثهم على التصدي للاحتلال، يلقب بـ "شيخ المطاردين".
شن جيش الاحتلال محاولات عدة لاقتحام المخيم لتدمير منزل عائلة خازم إلا أن المقاومين فيه كان يتصدون للأليات العسكرية والجرافات التي كانت ترافق قوات الاحتلال، ويشتبكون معها مفشلين محاولات الاقتحام وإلقاء القبض عليه.
وبعدها نجت والدة وشقيقا الشهداء من مخيم جنين، من محاولة اغتيال نفذتها وحدات (إسرائيلية) خاصة في المدينة.
شيخ المطاردين
وقال فتحي، والد الشهيد رعد منفذ عملية إطلاق النار في شارع "ديزنغوف" بتل أبيب: إن زوجته وابنيه نجيا من موت كان محققاً؛ عندما حاولت قوات (إسرائيلية) خاصة اغتيالهم وتصفيتهم جسدياً، لدى تواجدهم في المنطقة الصناعية بمدينة جنين.
هذا يعني أن لعائلة خازم معركة خاصة، معركة مختلفة، تتوسط جنين، كشجرة شوك، يبتلع المحتل كل يوم شوكة ويعتقد أنه قد اقتلع كل الأشواك، فتنبت من جديد.
وفي 28 سبتمبر 2022 حاول جيش الاحتلال اقتحام مخيم جنين وبسبب تصدي المقاومين له، قصف منزل عائلة خازم بالصواريخ المضادة للدروع.
ما أسفر عن استشهاد الابن الثاني لفتحي خازم (عبد الرحمن) ولحق دمار جزئي في منزله، ليفشل الاحتلال مرة أخرى في اعتقال الأب.
ووقف العقيد فتحي أمام الحشود في ساحة صغيرة أمام المنزل (الذي تم اقتحامه واستشهد فيه ابنه الثاني عبد الرحمن (27 عاما) وخطب في الجموع ملهبا المشاعر عبر تقديمه كلمة مليئة بالآيات الدينية والمفاهيم المرتبطة بالشهادة والموت والصراع مع الاحتلال.
وظهر المطارد خازم وكأنه قائد للمقاتلين في المخيم محاطا بالعشرات منهم، حيث أتيحت له مساحة خاصة لوداع ابنه من خلال تأدية التحية العسكرية له.
وقال: "يا فلذة كبدي قاتلت في سبيل الله واشتبكت مع عدو الله، عدو الدين مقبلا غير مدبر.. اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك، أنني راض عن ابني عبد الرحمن وارضَ عنه يا االله".
والشهيد عبد الرحمن، ابن فتحي خازم كان من الذين شكلوا غرفة العمليات المشتركة والسيطرة لجميع فصائل العمل الوطني المسلحة في مخيم جنين.
تسميم أبو رعد خازم
ومساء يوم 8 يناير 2023 طرأ تدهور مفاجئ على الوضع الصحي لوالد الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم، وجرى نقله إلى المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وكشف أمين خازم شقيق أبو الرعد عن تدهور صحي مفاجئ، وظهور أعراض مفاجئة على جسده، مشيراً إلى أن هناك شكوك بإصابته بتسمم بالدم.
وأشار إلى أن وضع أبو الرعد ساء بشكل سريع ويصعب تشخيصه، منوهاً إلى أنه تم نقله إلى مستشفى الاستشاري في رام الله، نتيجة الوعكة الصحية المتصاعدة.
وذكر أنه "يعاني من انتفاخات في جميع أنحاء جسده وتسمم في الدم"، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، في ظل عجز الأطباء عن توصيف حالته الصحية وعلاجها، ووجود محاولات حثيثة لتحويله إلى الأردن.