قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد أسبوع من تشكيلها

سلوك بن غفير يحرج نتنياهو ويضع حكومته على المِحك

بن غفير.
بن غفير.

الرسالة- محمد عطا الله

خلقت تصرفات وزير الأمن الداخلي لحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير وغيره من الوزراء، حالة انزعاج وتذمر على الصعيد الدولي، وحتى داخل المجتمع الصهيوني نفسه الذي خرج في تظاهرات حاشدة احتجاجا على سلوك حكومته الجديدة.

وتجمع آلاف (الإسرائيليين)، مساء السبت، في ساحة هبيما في "تل أبيب" للاحتجاج على التغييرات التي تعكف الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة على إدخالها في النظام القضائي، فيما قالت مصادر إن الولايات المتحدة تضغط على (إسرائيل) لضمان استقلال القضاء.

واحتج المتظاهرون ضد ما وصفوه بسياسة الفصل العنصري وتهديد الديمقراطية، وخرجوا إلى الشوارع، حاملين لافتات كتبوا عليها "ارحل"، و"معا ضد الفاشية والفصل العنصري"، و"الديموقراطية في خطر".

فيما قالت صحيفة العربي الجديد إن حالة من الاستياء الشديد تسيطر على دائرة الرئاسة المصرية من حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو وذلك بعدما تراجع عن وعوده بلجم وزيره المتطرف ايتمار بن غفير.

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن بن غفير مصمم على إثارة انتفاضة تسمى باسمه، ولن يرتاح حتى يجر الحكومة (الإسرائيلية) والجيش وجميع (الإسرائيليين) إلى مغامرة متهورة من شأنها أن تحوّل (إسرائيل) إلى دولة منبوذة.

ويحذر الكاتب بالصحيفة العبرية تسفي باريل، من أن بن غفير بذلك سيكون المسؤول عن إسقاط السلطة الفلسطينية نهائيا ووضع (إسرائيل) في مسار تصادم متسارع مع الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات التطبيع معها، ناهيك عن الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام.

اضطرابات وضعضعة

ويرى الكاتب والمختص بالشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي، أن التوجهات المتطرفة التي يقودها بن غفير داخل حكومة الاحتلال ستؤدي إلى اضطرابات داخل حكومة نتنياهو وإحراجه في علاقاته الخارجية وفي النظرة الدولية باتجاه الدعاية التي يحاول نتنياهو استغلالها في المحافل الدولية.

ويوضح الرفاتي في حديثه لـ"الرسالة" أن سياسات بن غفير منذ البداية أثارت حفيظة الكثير من الدول وخاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي كونها تؤثر على خطتها في الهدوء والاستقرار بالشرق الأوسط.

ويبين أن هذه السياسات ستؤثر على حكومة نتنياهو وتؤدي لتضعضعها وربما تصل الأمور لحلها، لا سيما بعد تحقيق نتنياهو لإنجازات خاصة به تتعلق بإنهاء محاكمته والتخلص من التهم التي تلاحقه قضائيا عبر بعض الإصلاحات في القضاء وسيطرة الحكومة على التعيينات في القضاء وتجاوز المحكمة العليا داخل دولة الاحتلال.

ويشير إلى أن نتنياهو لن يعطي بن غفير صورة يمينية تجعله أبرز منافسيه لذلك قد يتخذ خطوات تحجيمه وقد تصل لحل الحكومة والذهاب لانتخابات مجددا، لا سيما بعد أن أصبحت سياساته تثير حالة قلق لدى المجتمع الصهيوني على مختلف مذاهبه اليسارية والليبرالية التي ترى أن ذلك يضر بالدولة.

بينما يرى المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن هذه المخاوف الدولية تجاه سياسة حكومة نتنياهو اليمينية ليست جديدة وكان هناك اعتراض أمريكي سبق تشكيلها على الوزيرين بن غفير وسموتريتش وغيرهما.

ويضيف مقداد في حديثه لـ "الرسالة" أن هذه الحكومة أجرت تغييرا في النظام القضائي في (إسرائيل) وهو ما دفع أمريكا للتصريح بأنه يجب أن يكون هناك نظام ديمقراطي وهناك بالفعل حالة توتر وقلق في العالم تجاه ما يجري داخل (إسرائيل).

ويبين أن سلوك بن غفير شكل أزمة لحكومة نتنياهو الذي يسعى لتعزيز اتفاقيات التطبيع ويرفع شعارا لتوسيع هذه الاتفاقيات، بينما تسبب اقتحام بن غفير للأقصى بإدانة (إسرائيل) من دول التطبيع نفسها كالإمارات والمغرب وغيرها من الدول الخليجية.

ويشير إلى أن سياسة الحكومة الجديدة ستشكل أزمة مع العالم وهي التي كانت سببا في نجاح القرار الفلسطيني في الأمم المتحدة، لا سيما أن التصويت لصالح الفلسطينيين جاء نتيجة الخشية الدولية من خطوات الحكومة اليمينية المقبلة.

البث المباشر