قائد الطوفان قائد الطوفان

الشهيد أبو جنيد .. صديق الطرقات والبيوت وأطفال المخيم 

الرسالة نت- رشا فرحات

بدأت الليلة الماضية باشتباكات عنيفة في مخيم بلاطة في نابلس، التي تشهد منذ عام بطولة تلو الأخرى.

ليل طويل، مليء بالرصاص، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ألقي اتجاه الشبان، وأصوات انفجارات متتابعة لست قذائف تحاصر أحد منازل المخيم حتى تهشمت النوافذ، وتأثرت الجدران.

في ذات الوقت كان الشاب أحمد عامر سليم أبو جنيد (21 عاما) يقاوم كما غيره من شباب المخيم الثائر، وقد أصيب إصابة بالغة، توقف قلبه عدة مرات في الطريق الى مستشفى رفيديا ثم أعلن عن استشهاده بعد عجز الأطباء عن إنقاذه.

تهتك بالرأٍس ثم تلف في خلايا الدماغ، بعد إصابة مباشرة بعيار ناري من مكان قريب"، هكذا قال الطبيب المعالج عثمان بشارات رئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى رفيديا وهو يصف حالة أبو جنيد.

لم تكن إصابة أحمد الأولى، ولكنها كانت الأخيرة، فلقد أصيب قبلها ثلاث مرات في اقتحامات المخيم المتكررة ويعرفه كل مارٍ.

أطفال مكلومون يبكون لفراقه، حينما أشرقت الشمس واكتشفوا أن بطل المخيم قد استشهد، فشهقوا حزنا، ألما يوزع على الجدران وهم يرددون:" هذا بطل المخيم، شهيد، أحمد شهيد واحنا حنلحقه، لم يكن ينام، كان يظل مستيقظا ليحمينا لنعيش، يمشي في الليل بسلاحه، هو أسد الكتيبة، لما يروح حدا غالي منك خاوه بدك تعيط ".

ولم يكن الأطفال وحدهم من بكوا، الأصدقاء والطرقات بكت على أحمد المقاوم المطارد :" أنا ما كانش الي صحاب شهدا، هسا الي صاحب شهيد " هكذا قال صديقه صدقي بصوت مرتجف وهو يودعه عند الثلاجة ما قبل التشييع.

ويضيف:" لم يقل أحمد لأي منا أنه مطارد ومطلوب لدى الاحتلال، أصيب مرة ومرة ولم نعرف، ولكنه قال لي مرة حينما عرفت مصادفة عن عمله السري المقاوم: الوطن أهم من كل الدنيا، الفانية.

ويختم صدقي حزنه:" ما دامك عارف وين رايح، الله يسهل عليك، والله يطعمنا إياها جميعنا يارب، لقد طلب مني أن آتي اليوم لتناول فطورنا معا، كان يطلب مني مساعدته في أنشطة الجامعة حتى يتفرغ لعمله النضالي " .

وقد نعت حركة حماس الشهيد المجاهد أحمد عامر أبو جنيد (21 عامًا)، الذي ارتقى متأثراً بجراحه التي أصيب بها، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني التي اقتحمت مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، فجر اليوم.

وعزت الحركة في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، ذوي الشهيد ومحبيه، مؤكدةً أن تصاعد جرائم الاحتلال بحقّ أبناء شعبنا سيواجه بتصعيد المقاومة، دفاعاً عن شعبنا والأقصى المبارك، وحتى دحر الاحتلال الغاشم عن أرضنا، وتطهير مقدساتنا الإسلامية والمسيحيّة.

أحمد أبو جنيد هو الشهيد الثالث الذي أعلن عنه خلال 24 ساعة فيما أصيب 7 مواطنين بالرصاص خلال اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.

وأفادت مصادر إعلامية عبرية أن قوات الاحتلال اعتقلت قيادي في مجموعة “عرين الأسود” و4 آخرين.

البث المباشر