قائد الطوفان قائد الطوفان

حمامرة.. شهيد جبع الذي أمطره الاحتلال بالرصاص انتقاما

الشهيد عز الدين حمامرة
الشهيد عز الدين حمامرة

الرسالة نت- رشا فرحات

خرج أمجد خليلية وعز الدين حمامرة حين سمعا بتواجد لقوات الاحتلال قرب البلدة، كما يفعلان كل ليلة، وكما يحدث في الضفة الغربية منذ عامين.

باغتت قوات الاحتلال الشهيدين، وأطلقت النار عليهما -قبل أن يخوضا اشتباكا معها- وهما يستقلان السيارة. أصيب عز الدين خلف المقود، فأخذ أمجد مكانه بالقيادة، وابتعد بالسيارة محاولاً إسعاف صديقه.

 عند وصول أمجد لمدخل قرية الفندقوميه، تفاجأ بقوة خاصة أخرى على مداخل القرية أطلقت عليه النار، وأكملت على رفيقه فاستشهد الصديقين.

لم تكتف القوات الخاصة بقتل الشابين؛ بل ظلت تطلق المزيد من الرصاص، وقد قال شهود عيان: إن السيارة تهالكت، وصوت الرصاص كان يسمع كل دقيقة على مدار ساعة كاملة.

وصل الصديقان إلى مستشفى جنين الحكومي، ثم أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهادهما، وتحدث الإعلام (الإسرائيلي) عن ملاحقة مركبة واستهداف من يستقلها، ومصادرة السلاح الموجود فيها.

يقول والد عز الدين في وصف ابنه: "عز من يوم يومه بده الشهادة، المقاومة في دمه، كنا نحكيله بدنا نزوجك، يقول أنا بدي الشهادة وبس، والحمد لله طلبها ونالها ".

ويضيف: "ابني تمت تصفيته بشكل مباشر، كان بإمكان الاحتلال أن يعتقله ورفيقه؛ لكنه قتله بشكل متعمد".

ويكمل الوالد مبتسما في وصف ابنه: "كل الصفات الجميلة بابني، هو إنسان لا يوجد فيه صفة سيئة، كل شباب القرية في جبعة يشهدون له، لم يُسِئ يوما إلى أحد، لا يتكلم إلا في الشهادة والمقاومة والإخلاص للوطن".

أما الأم، فهي في منزلها في قرية جبع تجلس بين النساء القادمات لمواساتها، كانت تصف عز الدين للحاضرات قائلة: "الحنون، ما كان يزعلني أبدا، ومستحيل يطلع من الدار وأنا زعلانة، ما إله شهرين مروح من السجن، والله ما لحقت أفرح بترويحته".

وكان قد وعد شقيقته بزيارة، وكانت قد وعدته بأن تعد له صينية مكرونة يحبها؛ لكن رصاصات العدو أجبرته على إخلاف وعده في تلك الليلة؛ فلم يأتِ.

وعز الدين أسير سابق، فقد اعتقل في سجون الاحتلال لمدة عام، وخرج من السجن قبل حوالي شهرين.

 يقول معاذ حمامرة، عم الشهيد عز الدين: "نحن لا نعلم ما حدث مع عز الدين وأمجد، كل ما نعرفه هو من روايات الشهود، لكن صور السيارة تبين أنهما تعرضا للقتل المقصود، قالوا لنا إن أحدهما أصيب، وحين هربا بسيارتهما باغتتهما قوة خاصة وحاصرت السيارة وقتلتهما".

وقد زاد تغول الاحتلال في الضفة الغربية مع بداية العام وخاصة في جنين، حيث تحدثت الأرقام عن ثلاثة عشر شهيدا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، خمسة منهم في جنين وحدها.

البث المباشر