يستشهد اليهود بمثل توراتي معروف لديهم "هنا مدفون الكلب"، في إشارة لمعرفة سرّ شخص يرغبون بالكشف عن مصيره. كتائب القسام دلّتهم، مساء اليوم، على واحد منها وهو "أبرا منغستو".
ونشرت كتائب القسام، مساء الإثنين، رسالة مصورّة لمنغستو ينادي فيها حكومته بضرورة التحرك لإنقاذه ورفاقه من الأسر.
تضع هذه الفيديوهات حكومة الاحتلال أمام اختبارات صعبة؛ حيث تذكّر الجمهور (الصهيوني) بقضية تريد حكومتهم دفنها لسنوات طويلة، بحسب مراقبين.
منذ العام 2014، يمكث منغستو إلى جانب 3 أسرى بحوزة المقاومة في غزة في الظلام، ولا يُعرف شيء عنهم سوى ما تسرّبه المقاومة بين الفينة والأخرى؛ لتثبت أن ثمة أحياء في صندوق أسود تحوزه، وتهددّ دائمًا بزيادة الغلّة فيه.
يشير مختصون إلى أهمية هذه التسريبات في تحريك المياه الراكدة، وتعظيم أزمة الحكومة التي تعيش في مستنقع أزمات داخلية، خاصة وأنها لا تزال تواجه حالة رفض شعبي ضاغط رافض للإصلاحات الأخيرة التي تقودها حكومة نتنياهو في مجالات القضاء والسلطة.
وكشفت الأحداث -برأي المختصين- عن هشاشة الحكومة التي يراهن نتنياهو على استمرارها لسنوات أربعة قادمة، وعن إفرازات فكرية أيدلوجية خطيرة بين مكونات الاحتلال التي تزيد قضية مغنستو الطين بلّة عليها، خاصة مع شعور الأثيوبيين بالتجاهل من حكومات الاحتلال.
وبرز شعور الغضب لديهم مع رفض أولي لهم التصويت لصالح اليمين، والانضمام في الانتخابات الأخيرة لقوى اليسار، باستثناء صوتين انضما لائتلاف نتنياهو، كما يشير رجا اغبارية رئيس حركة أبناء البلد لـ"الرسالة نت".
ويشير اغبارية إلى أنّ هذه الإجراءات تعبر عن حالة الغضب من التمييز العنصري داخل الكيان بين مركباته؛ لكنّ الرهان الإسرائيلي الأبرز يكمن في اثنين من الأشكناز تأسرهما المقاومة، ويدّعي الاحتلال وفاتهما.
وقد حرصت حكومة الاحتلال على إقناع عائلتي الأسيرين بأنهما قُتلا في المعركة، وأن ثمنا كبيرا تريده المقاومة لقاء الإفراج عن جثتيهما؛ لكنّ التسريبات تضع حالة الشك في الرواية الرسمية، وتعاظم من إمكانيات حدوث اختراق في الوعي الجمعي الذي ينادي بضرورة الكشف عن مصير الجثمانين في حدّها الأدنى، واسترجاعهما في حدّها الأعلى.
وقال عضو الكنيست (الإسرائيلي) السابق مطانس شحادة، إن الصفقة تحتاج لحكومة مستقرة، وهذا يصعب في ظل الفترة الراهنة.
وأضاف شحادة لـ" الرسالة نت " أنّ أوضاع الحكومة غير المستقرة لا تفرض عليها إنجاز صفقة؛ لكنّ هذه التطورات تضعها في موضع حرج أمام الرأي (الإسرائيلي) الداخلي.
وذكر أن إعلان القسام قد يترك تساؤلا لدى العوائل؛ لكنه لن يمنح الحكومة قدرة على التحرك تجاه ملف الصفقة؛ حيث يسود اعتقاد لدى الحكومة بوفاة الجنديين (هدار وأورون)، فيما تُبرز حالة الجنديين (منغستو والسيد) كمريضين نفسيين.
وبين أن الاحتلال يملك تقديرات استخبارية محددة، مشيرا إلى أن ما يعيق الصفقة هو البون الشاسع بين الحد الأدنى الذي تعرضه (إسرائيل) والحد الأقصى الذي تريده المقاومة.
وذكر أن حكومة الاحتلال لم تكن جاهزة سابقا، وهي الآن غير مهيأة في ظل تقلبات الظروف الراهنة لدىهم.
وتحتفظ كتائب القسام بأربعة جنود أسرى: بينهم جنديان أسرتهما في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014، إلى جانب إسرائيلي أثيوبي يدعى أبرهام مانغستو، وآخر من النقب.
وعرضت كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء اليوم، رسالة للجندي (الإسرائيلي) الأسير لديها بغزة أبراهام منغستو، حث فيها الحكومة (الإسرائيلية) على الإفراج عنهم مقابل صفقة تبادل.
وقال "منغستو" في الرسالة المصورة: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟".
وأضاف باللغة العبرية: "أين (دولة وشعب إسرائيل) من مصيرنا؟".
وأكدت كتائب القسام في الرسالة المصورة "فشل رئيس الأركان المغادر ومؤسسته، وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدّعاة وموهومة".
وأضافت أن "على خلفه هيلفي أن يعد نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه".
وقبيل عرض المقطع المصور للجندي (الإسرائيلي) الأسير، وصفت كتائب القسام الرسالة المصورة بأنها "مهمة بمناسبة تبادل رئاسة الأركان لدى العدو".
وأصبح الجنرال هرتسي هاليفي، اليوم الإثنين، رئيس الأركان الـ 23 لجيش الاحتلال خلفًا لأفيف كوخافي.