الدوحة – الرسالة نت
بلغت اليابان المباراة النهائية لكأس آسيا 2011 بعد فوزها على كوريا الجنوبية 3-0 بركلات الترجيح إثر التعادل 2-2 في الوقتين الإضافي والأصلي، ضمن المباراة نصف النهائية للمسابقة التي جرت يوم الثلاثاء على إستاد الغرافة أمام 16171 مشاهداً.
سجل لليابان ريوشي مايدا في الدقيق 36 وهاجيمي أوساغاي في الدقيقة 97 ولكوريا سونغ يونغ كي من ركلة جزاء في الدقيقة 23 و هوانغ جاي وون في الدقيقة 120.
وتألق حارس اليابان كاواشيما في ركلات الترجيح إذ تصدى للركلتين الترجيحيتين الأولى والثانية لكوريا التي فشلت في استثمار أي من محاولاتها الثلاث في الوقت الذي سجلت اليابان ثلاثاً من محاولاتها الأربع، علماً أنها كانت البادئة بالتسديد، للتفوق 3-0 مع تبقي ركلتين لكوريا.
وهذا رابع نهائي تبلغه اليابان بعد أعوام 1992 و2000 و2004 وقد فازت بها جميعها على حساب السعودية مرتين والصين في المرة الأخيرة.
في المقابل فشلت كوريا الجنوبية للمرة الرابعة في بلوغ النهائي بعد 1964 و2000 و2007، وبالتالي ستدافع عن المركز الثالث الذي أحرزته في النسخة الأخيرة على حساب اليابان نفسها.
وكان المنتخبان لعبا سابقاً في الدوحة خلال نسخة 1988 من كأس آسيا، وانتهى اللقاء وقتها كورياً بهدفين نظيفين خلال مرحلة المجموعات.
الشوط الأوّل
بدأت المباراة بأفضلية يابانية في السيطرة على وسط الميدان مع تحركات هوندا العرضية ونشاط ملحوظ من أوكازاغي الذي افتتح الفرص في الدقيقة 7 بضربة رأسية مرت بجانب القائم الأيمن للحارس سونغريونغ.
تخلت كوريا عن حذرها بعد عشر دقائق وكادت أن تفتتح التسجيل في الدقيقة 15 حين صوب المتخصص كي سونغ يونغ ركلة حرة مباشرة من يمين المنطقة ناشداً المقص الأيسر لكاواشيما الذي حلق صائداً الكرة بتألق ملفت ثم ناب الدفاع عنه في تحويل متابعة رأسية من شونغ يونغ لي لركنية لم تأت بجديد.
لم تؤثر فرصة كوريا على المعنويات اليابانية، فانطلقت الأخيرة في الدقيقة 17 بهجمة رائعة البناء أفضت عن عرضية يسارية من ناغاتومو قابلها أوكازاغي برأسية رائعة عطلها الحارس الكوري سابحاً على دفعات قبل أن تتجاوز خط المرمى.
انتصف الشوط على وقع هجمة حمراء اخترق خلالها بارك جي سونغ العمق الأزرق فكان تدخلاً من قلب الدفاع كونو رآه الغامدي غير قانوني، ركلة جزاء للجنوبيين اعترض عليها اليابانيون مطولا دون جدوى طبعاً. انبرى لها كي سونغ يونغ واضعا فريقه في المقدمة بتسجيله الهدف الاول 1-0 .
رغم سيطرة" محاربي التايغوك" إلا أن اليابان وعلى عادتها استفاقت بعد ثبات على جملة كروية في الدقيقة 36 بدأها هوندا ببينية أمامية متقنة انفرد منها الظهير الأيسر ناغاتومو وعكسها خلفية قصيرة أسكنها مايدا الشباك الكورية. 1-1 والمباراة تنطلق من جديد.
اكتسب الساموراي جرعة معنوية بعد التعديل، وطمع بالمزيد فسدد هوندا في الدقيقة 37 أرضية من حوالي 20 متراً بدت ضعيفة إلا أن الحارس الكوري أفلتها لتجد متابعة من مايدا بيد أن تدخلاً ثانيا من سونغريونغ أبقى الوضع على ما هو عليه.
الشوط الثاني
شرع الفريقان الشوط الثاني بمحاولات متبادلة لم ترتق إلى مصاف الخطورة حتى الدقيقة 60 حين اخترق على الميسرة دونغ وون مراوغاً كل من قابله وعكس أرضية قصيرة للهداف كوجا شيول الذي بدوره ضحك على قلبي دفاع اليابان وسدد من زاوية ضيقة كرة هزت الشباك الجانبية لكاواشيما المتقدم لإغلاق زاوية مرماه.
انكفأ اليابانيون بوضوح وكأن مخزونهم البدني انخفض وسط مد كوري بحثاً عن شباك كاواشيما، فكانت أكثر من تسديدة إنما طائشة ولعل أخطر ما تحقق رأسية بارك جي سونغ فوق العارضة في الدقيقة 69 إثر كرة عرضية من الظهير الأيمن شادو ري الذي كثرت طلعاته.
ولم تكد تمر دقيقتين على فرصة لاعب مانشستر يونايتد، حتى حصلت كوريا على ركلة حرة مباشرة من حوالي الـ18 متراً لعبها لي يونغ راي لولبية خادعة مرت بمحاذاة القائم الأيسر بسنتيمترات قليلة.
بعد غياب طويل استفاقت اليابان على فرصتين، الأولى خجولة في الدقيقة 79 حين مرر هاسيبي لأوكازاكي الذي راوغ وسدد يسارية وجدت الحارس سونغريونغ بالمرصاد، والثانية بعدها بدقيقة حين قابل اللاعب نفسه عرضية هوندا برأسية خطرة علت العارضة بقليل.
تابع المنتخبان بأداء حذر بعيد عن متعة الشوط الأول لاسيما مع تراجع المنسوب البدني الذي نال بوضوح من نجم الساموراي كاغاوا ما دفع زاكيروني باستبداله بأوسوغاي في الدقيقة 87 الذي استلم صناعة الألعاب فيما شغل هوندا مركز الوسط الأيمن مكان لاعب بوروسيا دورتموند الألماني.
لم تحمل الدقيقتان الإضافيتان أي جديد فتاهت الكرة في وسط الميدان وكثرت الالتحامات البدنية حتى جاءت صافرة خليل الغامدي فارضة الاحتكام لشوطين إضافيين شأن لقائهما العام 2007.
الشوطان الإضافيان
افتتحت كوريا الشوط الإضافي الأول بفرصة خطرة حين عكس لي يونغ بيو عرضية حولها كوو جا بمهارة فائقة نحو مرمى كاواشيما إلا أن كرته ضلت طريقها بأقل من متر.
شرعت اليابان برد سريع فمرر هوندا لأوكازاكي الذي تعرض لإعاقة من جاي وون احتسبها الحكم ركلة جزاء، علماً أن الإعادة أظهرت حدوث الخطأ خارج المنطقة، فانبرى هوندا للركلة إنما ضعيفة فصدها سونغريونغ لكن متابعة البديل اوساغاي أسكنت الكرة سقف الشباك الكورية. الساموراي ينتزع المبادرة ويتقدم 2-1.
رمت كوريا بثقلها نحو المرمى الياباني بحثاً عن التعديل، إلا أنها وجدت صلابة دفاعية لاسيما مع التبديل الذي أجراه زاكيروني الذي أخرج مايدا وأشرك اينوها لتتحول اليابان إلى تشكيلة 5-3-1-1 مع تولي أوكازاغي مهمة رأس الحربة.
وكادت الدقيقة 106 أن تحمل الفرج لرفاق بارك جي سونغ حين صوب البديل سون هيونغ يسارية من خارج المنطقة جاورت القائم الأيسر لمرمى كاواشيما.
ومع لفظ المباراة أنفاسها، أظهر لاعبو كوريا لماذا يستحقون لقب "المحاربين" حين أدركوا العمق الياباني بإصرار هائل ونجحوا إثر دربكة وكر وفر في مبتغاهم حين سدد هوانغ جاي وون يسارية أرضية سكنت الشباك اليابانية ليصبح الاحتكام لركلات الترجيح أمراً لا مفر منه.
ركلات الترجيح
سجل لليابان هوندا الأولى وأوكازاغي الثانية وأهدر ناغاتومو الثالثة وسجل كونو الرابعة، فيما أهدرت كوريا الركلات الثلاث التي لعبتها عبر كو جا ولي يونغ راي وهونغ جيونغ.