أدانت دول عربية وإسلامية ومنظمات دولية عدة، سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من القرآن الكريم.
حيث أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد، لافتة إلى أن “هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه أوربا في معاداة الإسلام والعنصرية والتمييز”.
وقالت الخارجية التركية في بيان “ندين بأشد العبارات الاعتداء الدنيء على كتابنا المقدس القرآن الكريم اليوم في السويد الذي جرى رغم كل تحذيرات بلادنا”.
وأضافت “لا نقبل بأي شكل من الأشكال السماح لهذا العمل الاستفزازي الذي يستهدف المسلمين ويهين قيمنا المقدسة تحت غطاء حرية التعبير، لأن هذه جريمة كراهية”.
ودعت الخارجية التركية السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه.
كما دعت الدول والمنظمات الدولية كافة إلى اتخاذ تدابير ملموسة بشكل متضامن ضد معاداة الإسلام.
حرق المصحف
وفي وقت سابق اليوم، قام راسموس بالودان، زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف، بحرق نسخة من القرآن قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية أمنية مشددة وخلف حواجز معدنية نصبتها الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
وقال بالودان في كلمة مطولة “إذا لم نكن مقتنعين بأهمية حرية التعبير، فيجب أن نعيش في مكان آخر”.
وفي أبريل/نيسان 2022، أثار إعلان بالودان قيامه “بجولة” في السويد لزيارة الأحياء التي تقطنها نسبة عالية من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها، أعمال شغب في مختلف أنحاء السويد.
تأجيج مشاعر المسلمين
بدورها، أدانت الكويت على لسان وزير خارجيتها الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح إقدام بالودان على حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد.
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، نبّه الجابر إلى أن هذه الأحداث “من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم وتشكل استفزازًا خطيرًا لهم”.
وأضافت الوكالة أن الوزير الكويتي دعا في تصريحه المجتمع الدولي إلى “تحمّل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، ونبذ كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها”.
كما دعا إلى “العمل على عدم الربط بين السياسة والدين ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، ومنع أي شكل من أشكال الإساءة لكافة الأديان السماوية”، وفق المصدر نفسه.
إدانة مصرية
وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن إدانتها الشديدة لقيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم، في تصرف مشين يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين في كافة أنحاء العالم.
وحذرت مصر من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعيةً إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الأديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
استفزاز لمشاعر المسلمين
وأدانت دولة قطر واستنكرت بأشد العبارات، سماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة الجمهورية التركية في ستوكهولم.
وشددت على أن هذه الواقعة الشنيعة تعد عملا تحريضيا، واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان “رفض دولة قطر التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والزج بالمقدسات في الخلافات السياسية”.
وحذرت الخارجية من أن حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا، شهدا تصعيدا خطيرا باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم.
ودعت في هذا السياق المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لنبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، كما أكدت على أهمية إعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك.
وجددت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لقيم التسامح والعيش المشترك، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار والتفاهم.
استنكار سعودي
وأدانت وزارة الخارجية السعودية سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
وأعربت وزارة الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن “إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم”.
وأكدت الخارجية “موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف”.
الأردن يدين
كما أدان الأردن واقعة إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية “رفض وإدانة المملكة لهذا الفعل الذي يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد التعايش السلمي”.
وشددت على أن “نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشتركة، وإثراء قيم الوئام والتسامح، ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية، مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها”.
كما عبرت وزارة الأوقاف الأردنية عن رفضها لهذا الفعل، معتبرةً إياه “بمثابة جريمة وإهانة للشعور الديني لكل مسلم على وجه الأرض واعتداء على كتابهم المقدس”.
وأضافت في بيانها أن “من شأن هذا الجرم الشنيع تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين شعوب العالم وعرقلة مسيرة التعايش الديني بين الناس”، مشددة على أنه “يتوجب على الدول احترام الأديان وعدم السماح للعابثين باستهداف الرموز الدينية المقدسة وخصوصا القرآن الكريم”.
بدورها، أدانت باكستان حرق نسخة من القرآن الكريم ووصفته بأنه “عمل لا معنى له واستفزازي ينم عن كراهية الإسلام”.
وقالت الخارجية الباكستانية، في بيان، إن “هذا العمل غير المنطقي والاستفزازي المعادي للإسلام يمس الحساسيات الدينية لأكثر من 1.5 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف البيان أن مثل هذه الإجراءات “لا يغطيها أي تعبير مشروع عن الحق في حرية التعبير أو الرأي، والذي يحمل مسؤوليات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، مثل الالتزام بعدم تنفيذ خطاب الكراهية وتحريض الناس على العنف”.
وحثت إسلام أباد المجتمع الدولي على إظهار “عزم مشترك” ضد الإسلاموفوبيا، وكراهية الأجانب، والتعصب والتحريض على العنف على أساس الدين أو المعتقد، والعمل معًا لتعزيز الانسجام بين الأديان والتعايش السلمي.
وأضاف البيان “ننقل مخاوف باكستان إلى السلطات في السويد، ونحثها على التنبه لمشاعر الشعب الباكستاني والمسلمين في جميع أنحاء العالم واتخاذ خطوات لمنع الأعمال المعادية للإسلام”.
وجددت الإمارات في بيان لوزارة خارجيتها “دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش”.
فعل خطير
وأعربت المملكة المغربية في بيان لوزارة خارجيتها عن “رفضها المطلق لهذا الفعل الخطير”.
واستغربت المملكة المغربية “سماح السلطات السويدية بهذا العمل غير المقبول، الذي جرى أمام قوات الأمن السويدية”، مطالبة إياها “بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم والرموز الدينية المقدسة للمسلمين”.
عمل دنيء
كما أدان حسين طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي “بأشد العبارات العمل الدنيء الذي أقدم عليه نشطاء من اليمين المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم وبترخيص من السلطات السويدية”.
وحذر طه في بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني من أن “هذا العمل الاستفزازي الذي ارتكبته عناصر من اليمين المتطرف مرارًا وتكرارًا يستهدف المسلمين، ويهين قيمهم المقدسة”.
وحض طه السلطات السويدية على “اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية”، داعيا إلى “تكثيف الجهود الدولية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال والى التضامن في محاربة الإسلاموفوبيا”.
أعمال مرفوضة
بدوره أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف “الحادثة” مشددا على أنها “تأجيج لمشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم”.
وأكد الحجرف في بيان “موقف مجلس التعاون الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الكراهية والتطرف، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمُّل المسؤوليات لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة”.
ذروة الكراهية
في السياق، قال كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية) إن “الاعتداء غير الإنساني على المصحف الشريف أمام سفارتنا بالعاصمة السويدية ستوكهولم لا يمكن قبوله”.
وأضاف كليتشدار أوغلو في منشور عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي “ندرك جيدًا غاية وهدف هذا الازدراء لمشاعر مئات الملايين من المسلمين. أدين هذه الفاشية التي تمثل ذروة الكراهية”.
وإثر الحادث، ألغت تركيا زيارة كانت مقررة الأسبوع المقبل لوزير الدفاع السويدي للعاصمة أنقرة بناء على دعوة من نظيره التركي خلوصي أكار، بسبب مظاهرة مصرَّح بها مناهِضة لتركيا في ستوكهولم.
وقال أكار “في هذه المرحلة، فقدت زيارة وزير الدفاع السويدي بال جونسون لتركيا، المقررة في 27 من يناير/كانون الثاني الجاري، أهميتها ومعناها، لذلك ألغينا الزيارة”.
وكانت الزيارة تهدف إلى محاولة اقناع أنقرة بسحب تحفظاتها على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات