يعد مرض نقص الحديد مشكلة كبرى في العالم بالنسبة للأطفال – وإننا نجده بصورة مكثفة في مناطق شمال أمريكا على الرغم من أن هذه المنطقة تعتبر من أغنى مناطق العالم – فما بالك بمناطق إفريقيا وآسيا!!
إن الأطفال الذين يعانون من آثار هذا المرض، يلقى عدد كبير منهم حتفهم قبل بلوغهم العام الأول من عمرهم.
يعرف مرض نقص الحديد لدى الأطفال باسم "الأنيميا" وهو نقص مادة الحديد بخلايا الدم الحمراء – وأهم علاج له الزيادة في تناول مادة الحديد بالحمية الغذائية.
أعراض الإصابة بالأنيميا:
- تظهر على الطفل المصاب بهذا المرض آثار الشحوب والاصفرار.
- يعاني من التعب والإرهاق- وهن عام- وقلة الحركة.
- يتصف بسرعة الغضب بالنسبة لجميع ردود أفعاله.
- وقد لا يظهر عليه أي أثر من تلك الآثار التي ذكرناها، ولكنه يكون مصاباً بهذا المرض.
أسباب نقص الحديد عند الأطفال:
يتعرض الطفل في سن مبكرة لمثل هذا المرض- وهو أكثر انتشاراً بين الأطفال - لأنهم عادة لا يتناولون مادة الحديد بما يكفي احتياجاتهم إليها، مما يعرضهم للإصابة بذلك المرض.
ومن المعروف أن الطفل حينما يولد، يخرج بكامل هيأته وصحته، وليست هنالك ثمة مخاطر من تعرضه للإصابة بهذا المرض خلال أشهره الثلاثة الأولى، ولكنه حينما ينمو قليلاً يصبح عرضة للإصابة بهذا المرض الخطير، ففي أشهره الأولى يعتمد على حليب الأم الذي يمتاز بكامل المكونات الغذائية، خصوصاً مادة الحديد، لكنه حينما يكبر قليلاً، يحتاج جسمه إلى كميات أكبر من مادة الحديد المقوي، وذلك لكي تغطي طلبات جسمه المتنامية من الحديد، لاسيما وأن أسنانه تكون في طور التأسيس والنمو.
وغالباً لا نجد الحديد المقوي إلا في الوجبة الطبية المخصصة للأطفال لذلك يوصي بها الأطباء الأمهات حتى يتلافين إصابة أطفالهن بهذا المرض الخطير.
تعليمات مهمة:
1- على الوالدين التأكد من صلاحية الوجبة الطبية من ناحية تاريخ الصلاحية.
2- ومن ثم يجب أن يتأكدوا من أنها لن تصيب طفلهم بمرض الإمساك، فإذا لاحظت الأم أن هذه الوجبة أثرت على طفلها سلباً يجب تركها وإخبار الطبيب المختص لتغييرها واستبدالها بوجبة مناسبة.
ولكن معظم الأبحاث التي تم إجراؤها حول هذا الموضوع أثبتت عكس هذا الرأي الغالب، وبينت أن هذه الوجبات صحية جداً للأطفال، ولا تتسبب في أي أعراض جانبية لهم.
3- يجب عدم منح الأطفال حليب الأبقار حتى يبلغ عمرهم ما بين (9-12) شهراً، ولكن في هذه الفترة يحتاج الطفل لتناول مواد بها نسبة عالية من الحديد لأن جسمه ينمو بصورة كبيرة ويحتاج لمادة الحديد بغزارة، وإذا استخدم الوالدان حليب الأبقار لغذاء ابنهما قبل بلوغه السن المعلنة، فإنه غالباً ما تصاب معدة الطفل بالنزيف الدموي الذي بدوره يتسبب في فقدان مادة الحديد بجسم الطفل مما يؤدي إلى زيادة حدة إصابة الطفل بمرض الأنيميا.
4- حينما يبلغ سن الطفل ما بين (4-6) أشهر – تقل مخزونات الحديد بجسمه – وأحيانا لا يكفيه حليب أمه أو حتى الوجبة الغذائية للإيفاء بحاجة جسمه الملحة لمادة الحديد المقوي، وفي مثل هذه الحالات يحاول والديه إمداده بوجبات خلطات الذرة المقوية حتى تمد الطفل بما يحتاجه من مادة الحديد .
5- يوصي الأطباء بتناول مادة الحديد المقوي إذا تعرض الطفل لنقص حاد في مادة الحديد، وعادة لا يحب الأطباء وصف هذا الدواء للأطفال المصابين بنقص الحديد إلا عند الضرورة القصوى، حيث يدرك الطبيب أن هذا الطفل محتاج لها، وإذا لم يتناولها سوف تزداد حالته سوءا، ولكن معظم الأطباء يحاولون تحاشي صرفه للأطفال ويحاولون جهد طاقتهم أن يكون العلاج عبر الوجبات الغذائية الطبية، وذلك لأن تعاطي الوجبات الإضافية من الحديد يعتبر خطيراً على صحة الطفل إن لم يراع في استخدامها الطريقة المثلى.
6- يمكن تحاشي الإصابة بهذا المرض لطفلك بواسطة التأكد من أنه يتناول دائماً في غذائه ما فيه الكفاية من مادة الحديد.
7- مما تقدم ندرك أن لمادة الحديد أهمية قصوى في نمو أطفالنا، لذا لابد من مراقبة الطفل طيلة أعوامه الأولى بحيث لا يتعرض لنقص فيها، لما لها من أهمية قصوى في نمو أعضائه.