أولى قصص زاوية (جريمة أون لاين)

 ملكة الانستغرام.. تقع ضحية الابتزاز الإلكتروني

 ملكة الانستغرام.. تقع ضحية الابتزاز الإلكتروني
 ملكة الانستغرام.. تقع ضحية الابتزاز الإلكتروني

ليلا بعد العاشرة مساء، تطل (سالي) – اسم مستعار- عبر الانستغرام، تتحدث إلى متابعيها الذين وصلوا إلى حوالي نصف مليون، تتكلم بـ(دلع)؛ فهي تسمي نفسها (ملكة الانستغرام)، وتفتي في كل شيء.

كما تنشر (سالي) صورا لا تليق بطبيعة المجتمع الغزي المحافظ، وطريقة كلامها عبر منصات التواصل الاجتماعي لا تتجرأ فتاة على التحدث بها علنا.

بعد فترة من النشر والظهور في البث المباشر، توقفت سالي فجأة، مما أثار فضول متابعيها الذين راودهم سؤال: "أين هي؟".

لم يتخيل أحد أن (ملكة الانستغرام) تعيش حالة من الخوف والهلع، وتهرب مرة إلى بيت أبيها، ومرة أخرى حيث تعيش أمها، فوالداها منفصلان، وهي تستغل الأمر لتفعل ما تشاء؛ لكن مؤخرا "انقلب السحر على الساحر" بعد اكتشاف أمرها وهي تسرق المال من والديها، بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني.

الحكاية بدأت، حين استغل شاب -يحصد آلاف المشاهدات والإعجابات- زميلته (السوشلجية)، وبدأ يبدي إعجابه بمحتواها الذي تقدمه حتى وثقت به، وبدأ ينسج معها علاقة عاطفية.

صارت الفتاة ترسل صورها له باعتباره (زوج المستقبل) كما أوهمها، وبعد فترة بدأ يبتزها بنشرها في حال لم تمنحه المال، مما دفعها للسرقة من أمها تارة، ومن والدها تارة أخرى، لتقع في قبضة والدها في إحدى المرات.

لجأ الوالد إلى حبسها في غرفة بمنزله لتقويمها، كما أخبر الشرطة بعد اختفائها لفترة قصيرة.

حين علمت الشرطة بحبسها، أخبرتهم الفتاة أنها تعرضت للتعنيف والضرب، وتريد الهرب من والدها؛ لكن الحقيقة لها وجه آخر، خاصة أن حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كشفت كذبها وتلاعبها.

وبعد فترة من التحقيق معها، اعترفت أن هناك شابا يبتزها، فعملت الشرطة على استدراجه وسحب الصور منه، وكتابة تعهد بعدم التعرض لها، وحبسه على ذمة التحقيق حال وقعت فتيات أخريات ضحايا لابتزازه الإلكتروني.

أما الفتاة، فقد ذكرت أنها كانت تهرب للانستغرام انتقاما من والديها، فهما لا يكترثان لأمرها، وتعيش حياة كلها مشاكل وفضائح بين الناس، كما تقول.

وتدرك سالي جيدا أن ما تفعله خطأ؛ لكنها كانت تجد اهتماما من المتابعين يعوضها عن نقصه من والديها.

هذه القضية التي حصلت عليها (الرسالة) من شرطة الجرائم الإلكترونية، وتنشرها للتوعية وتسليط الضوء على خطورة تهاون الفتيات في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، ولأخذ العبرة، خشية الوقوع في براثن الذباب الإلكتروني.

 

اقرأ أيضاً: الرسالة تطلق اليوم زاوية (جريمة أون لاين)

قطبا توزان المنظومة الأسرية

يعقب أخصائي الصحة النفسية سعيد الكحلوت على القضية السابقة، بالقول: "تشكل الأسرة الملاذ الآمن الأول في حياة أفرادها على اختلاف أدوارهم، وخاصة الأبناء في مرحلتي الطفولة والمراهقة، لأن الأبناء هنا ينظرون للأبوين كقطبي توزان لهذه المنظومة؛ فالأب يمثل الأمان والأم تمثل الحنان".

ويضيف: "الصراعات الأسرية أمام الأبناء تعرض هذه الصورة المقدسة من وجهة نظرهم إلى صورة مشوهة تزيل عنها مكانتها الخاصة".

وذكر الكحلوت أن الصراعات المتكررة ينتج عنها مشكلات في جسد الأسرة كالتفكك الأسري، وينتج عنها حالة مرضية لتكرار الصراعات وغياب التفاهم والحوار، ولا تنتهي عند الطلاق، مؤكدا أن التفكك الأسري اليوم أحد أهم الأخطار المحدقة بالأطفال والمراهقين.

ويرى أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل خطرا حقيقيا على المراهقين، فهي من جهة تشكل وجهة سلبية لتضييع الوقت، ومن جهة أخرى تعج بالأشخاص الذين قد يشكلون خطرا، سواء من حيث القدوة أو استدراج الضحايا من القاصرين وابتزازهم تحت التهديد. 

ويوضح (للرسالة نت) أن الأطفال والمراهقين ليسوا ناضجين بما يكفي، لذا فإن فرص الاستجابة السلبية لهذا التهديد عالية، وهو ما يعرضهم لخطر حقيقي لا يعرف أين سينتهي بهم.

ونصح الوالدين، في حال الانفصال، بوضع خطة لرعاية الأطفال وتحديد الأدوار؛ فلا يعقل أن يقع الأطفال ضحية أنانية الأزواج ورغبتهم في التخلص من الأذى على حساب أبنائهم.

البث المباشر