قائد الطوفان قائد الطوفان

ما بين غزة وسوريا وتركيا.. رائحة الموت تتشابه

أثار الزلزال
أثار الزلزال

غزة-الرسالة نت

في الشمال السوري وجنوب تركيا الآن، وفي هذه الساعة الماطرة المثلجة، حجارة ومبانٍ وردم غطت الأرصفة والشوارع، وفي أسفلها أجساد بلا أرواح، وأخرى لا زالت الروح فيها تتوسل الخروج.

ما أشبه الزلزال بالحرب، مشاهد عديدة أعادت للغزين ذكريات لم تمحَ رغم مرور الأيام والأعوام، فالطبيعة التي أخرجت الزلازل أخرجت عدوا اسمه (إسرائيل)، فعل ذات الفعلة بالمباني والعمارات في غزة، فسقطت نتيجة حروب واعتداءات نفس السقطة، ودفنت أحلام الكثيرين تحتها، ولفظ آخرون أنفاسهم الأخيرة بعد قصفهم بطائرة صنعها تجار الحروب، واستخدمها المحتلون في غزة.

تحت الأنقاض، وعلى الحدود السورية التركية، شوارع ومطاعم ومناطق سياحية ومعالم تاريخية كانت تضج بالحياة قبل أيام؛ إلا أن الزلازل جرفت كل شيء في طريقها، وكذلك الحروب تفعل، أو هكذا العدو (الإسرائيلي) فعل بغزة.

وقع الزلزال في منطقة كهرمان مرعش على مقربة من الحدود مع سوريا، بشدة وصلت إلى 7.8 درجات، فيما جرى تسجيل هزة أخرى بعد ظهر الاثنين بشدة بلغ 7.5 درجات.

تلقى الناس حصيلة الزلزال على شكل أرقام، لكن الحقيقة على أرض الواقع تعطينا جرعة تعود بنا للذكرى الأقدم والحصة الأكبر من الموت والوجع؛ لأن لكل قتيل تحت الأنقاض قصة تخرج معه من بين الحجارة، هناك أم تلد ثم يخرج وليدها ولا تخرج، وكاتب يحمل كتبه ويرتقي تحت الردم، وعائلات كاملة، أب وأم وإخوة، أبيدوا.

ثم حينما يهدأ الوجع ويفيق الجميع من الصدمة، عليهم أن يلملموا أوجاعهم، ويبحثوا عن بقاياهم بين الحجارة، ويتعاملوا مع عشرات المبتورين والضحايا والمشوهين والمحتاجين، إضافة إلى محاربة الخوف داخلهم إلى مالا نهاية.

ويمكن أن يختلط صوت المطر بالذكرى، وصوت الرعد بانهيار الأبنية، تماما كما اختلطت أصوات الطائرات وانهيار العمارات بكل شيء في عقول أبناء غزة.

خلف الزلزال -حتى الآن- ما يزيد عن أكثر من 3500 قتيل بين تركي وسوري، وما زالت عملية انتشال الضحايا قائمة، تحاول إخراج المزيد، وأعلن (الدفاع المدني) في الشمال السوري انهيار 150 مبنى بشكل كامل، و330 بشكل جزئي، وتصدع آلاف المباني في شمال غربي سوريا جراء الزلزال، وهكذا تفعل الزلازل بالبلاد والعباد.

تماما حينما قتلت (إسرائيل) أكثر من ألفي مواطن غزي أعزل في حرب دمرت فيها أحياء كاملة، حتى إذا دخلت إلى حي الشجاعية لا تفرق بينه وبين حي في إدلب، أجهزت عليه الحروب والقتل ثم الزلازل، وكأن الموت في السنوات الأخيرة ليس له أي نكهة إلا إذا كان موتا سوريا أو فلسطينيا.

 

 

البث المباشر