لا تزال عملية سيف القدس التي أطلقتها المقاومة في قطاع غزة بقيادة كتائب القسام، في مايو من العام 2021، حاضرة في أذهان قيادة الاحتلال.
ونجحت المقاومة في توجيه ضربة نحو القدس المحتلة نصرةً للمسجد الأقصى، وهو ما ساهم في ربط الساحات وزيادة اللُحمة الوطنية، في وقت لا تزال هذه التبعات حاضرة بعد قرابة عامين من المعركة.
ووفق صحيفة "ريشت كان" العبرية، فإن تحذيرات غير عادية من رئيس أركان جيش الاحتلال ورئيس "الشاباك" حول إمكانية أن يتسبب هدم المبنى الكبير في حي واد قدوم في القدس المحتلة بتصعيد على عدة جبهات.
هذه الإنذارات دفعت برئيس وزراء الاحتلال إلى تأجيل الهدم حتى إشعار آخر، رغم أخذ جميع الموافقات من جهات الاختصاص.
تداعيات سيف القدس
الكاتب والمختص في الشأن السياسي، عامر سعد، أكد أن المقاومة لا تزال تجني ثمرات معركة سيف القدس، التي شكّلت صفعة كبيرة للاحتلال.
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت": "في وقت سابق كان الاحتلال يتفرد بالساحات دون أي تخوف من ردود فعل في ساحات أخرى ويفعل ما يحلو له، ولكنّ الأمر مختلف حاليا".
وأوضح أنه خلال الوقت الحالي يوجد الكثير من الإنذارات التي تصل الجهات الأمنية (الإسرائيلية) عن تحركات للمقاومة هنا أو هناك وهو ما يدفعها لوقف التصعيد ضد الفلسطينيين في كثير من الأحيان.
وأشار سعد إلى أن إطلاق "الشاباك" لإشارات وتحذيرات ما كان ليأتي لولا معركة سيف القدس وحالة الردع التي شكلتها المقاومة.
وشدد على أن ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها، "فالمكاسب التي حققتها المعركة لا تزال تعصف في أذهان قيادة الاحتلال وتؤكد أن توقيت المعركة وعنصر المبادرة واختيار القدس لتوجيه الضربة له ما بعده".
ويتفق المختص في الشأن (الإسرائيلي) الدكتور محمد أبو عودة مع سابقه في أن الكثير من القرارات باتت تؤجل ويتم دراستها جيدا وخصوصا بعد معركة سيف القدس.
وقال أبو عودة في حديث لـ "الرسالة نت": "عملية ربط الساحات ليست بالحدث السهل، وهو ما صعق قيادة الاحتلال خلال سيف القدس، والمقاومة نجحت في ذلك وأحدثت تغييرا جوهريا على الصراع مع الاحتلال".
وأضاف: "مع كل عملية عسكرية للاحتلال، نجد أن هناك حديثا عن ردود فعل على عدة جبهات، هذا الحديث لم يكن قبل معركة سيف القدس".
وأشار أبو عودة إلى أن الإنذارات التي تصل الجهات الأمنية (الإسرائيلية) ازدادت بشكل كبير بعد معركة سيف القدس، وهو ما يدفع الاحتلال في كثير من الأوقات إلى التأجيل أو إلغاء القرارات خوفا من ردود الفعل".
بدوره، قال وزير الأمن (الإسرائيلي) المتطرف إيتمار بن غفير إنه لا ينوي التراجع عن هدم المبنى، وإن "من يعتقد بأنه سيتراجع يعيش في وهم كبير"، على حد تعبيره.
وكان بن غفير أصدر تعليماته لشرطة الاحتلال بمضاعفة عمليات هدم المباني "غير المرخصة" في القدس رداً؛ على العملية التي وقعت في حي النبي يعقوب شمالي المدينة قبل أكثر من أسبوع قتل فيها 7 (إسرائيليين).
وتعيش 13 عائلة في المبنى المهدد بالهدم ويصل عدد ساكنيه إلى 100 شخص، حيث اشترت العائلات الشقق دون معرفتها بوجود قرار بالهدم، فيما تدعي بلدية الاحتلال أن المبنى تم تشييده دون ترخيص.