ألووو،، عبّود إنت معزوم عندنا على كاسة شاي.
عبود : مين معي عفوا؟
- معك المخابرات (الوطنية جدا)
عبود: مش جاي، بحبّش الشاي وأعلى ما بخيلكم اركبوا...
بعد فترة وجيزة...
التوقيت بعد الساعة ١ ليلاً..
طاااخ.. طييييخ.. إخلع... أضرب..
عبود: مين عالباب؟؟ ليش بتكسر في الباب؟؟!!!
- إطلع، سلّم حالك... أنا ضابط المنطقة..
وصار عبود معتقلا لدى قوّات (الطرف الآخر)
هذه قصة امتزجت فيها السخرية بالشجن، كتبها صديق لعبد الله شتات، الناشط الفلسطيني المقاوم في الضفة الغربية، الذي عُلقت حياته بين نهجي اعتقال، يوما عند السلطة، وآخر لدى الاحتلال، وإن لم يستجب للأولى، فالثانية جاهزة لتقوم بالدور، ويظل المعتقل يدور في دوامة الباب الدوار، حتى يستنفذ كل شبابه حتى لحظته الأخيرة ويتحول الاعتقال إلى حياة يومية، والحرية استثناء.
يُلاحق الناشط عبد الله شتات منذ أن كان طالبا في الثانوية ولم يكمل العشرين من العمر، ومن ذلك الوقت وهو يقاوم حياة الاعتقال واستدعاءات جهاز المخابرات العامة والأمن الوقائي.
التحق بجامعة القدس المفتوحة، لدراسة تخصص إدارة الأعمال، أُعتقل لأول مرة على خلفية سياسة عام 2009، لدى أجهزة الأمن الفلسطينية، ثم تتابعت الاعتقالات حتى وصلت إلى ستة عشر ليكون مجموع الاعتقالات في سجون السلطة هو سنة كاملة توزعت على أيام متفرقة من العمر الطويل في محاربة الاحتلال.
وفي 2014، حاول الأمن الوقائي اغتيال شتات بعملية إطلاق نار فاشلة ومهاجمة من عناصر يرتدون الزي المدني قبل اعتقاله من قرية بديا قضاء سلفيت.
أما في سجون الاحتلال فقد جرب شتات الاعتقال للمرة الأولى في عام 2017 لــ اثنين وعشرين شهرا، لتقوم السلطة بعد خروجه بإكمال وظيفة الاحتلال واعتقاله مرة أخرى لأشهر حتى يعيد الاحتلال اعتقاله بعدها بسبعة أشهر.
عبد الله شتات مُنع من زيارة زوجته طوال فترة اعتقاله، ورزق بمولودته الأولى وهو معتقل، ولا زالت حياته معلقة بسبب عمله كناشط وإعلامي يحارب بالكلمة.
وقد اعتبرت مؤسسات حقوقية أن عام 2022 كان الأسوأ في واقع الحريات بالضفة الغربية وقالت مجموعة "محامون من أجل العدالة" إن عام 2022 كان الأكثر قمعا من السلطة بحق النشطاء، حيث تجاوز عدد المعتقلين السياسيين في الضفة الـ 700.
ووفق مدير المجموعة المحامي مهند كراجة، فقد تعددت وسائل انتهاكات السلطة لحقوق الإنسان من خلال تعذيب المعتقلين السياسيين والاعتداء على عوائلهم، ومحاولة إلصاق التهم للنشطاء واعتقالهم بحجج وذرائع لا أصل لها.
وفي عام 2023، تواصل أجهزة أمن السلطة في الصفة الغربية انتهاكاتها بحق النشطاء والطلبة والأسرى المحررين والرموز الوطنية والإعلاميين والنشطاء، وقد اعتقلت اليوم 26 مواطنا من أماكن متفرقة من الضفة الغربية.