بحجة شراء حليب لطفله.. يسقط الفتيات جنسيًا

الرسالة نت-غزة

مع اقتراب شهر رمضان وفي مواسم الأعياد ينشط التسول الإلكتروني لدى البعض، فيبحثون بدقة عن أشخاص يعيشون خارج القطاع يدرسون أوضاعهم المادية بتقليب صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تكشف عن حالهم.

بثوب الأب الذي طرق كل الأبواب للحصول على فرصة عمل ولم يجد، راح يصطاد "أبو سعيد" – 39 عاما- فرائسه عبر الفيسبوك بحجة أنه ليس متسولا ولا يهين نفسه بطلب المال من عائلته لسد رمق أولاده الستة.

بصوت منكسر وبنبرة بات يتميز بها، يرسل تسجيلات صوتية بعبارات مقنعة أنه بحاجة لشراء (حليب وبامبرز) لصغيره، فيتعاطف الضحايا معه ويرسلون له الدولارات، وليؤكد لهم مصداقيته يصور الحاجات التي يشتريها وكيف أصبح ابنه الذي لم يتخط العام سعيدا بها.

بعد فترة من التسول، استطاع السيطرة على عدة فتيات لابتزازهن ماديا وجنسيا، فقد كان يطلب منهن إرسال صور مخلة بالآداب العامة بعدما يوقعهن بمحادثات (جنسية) ويبدأ بتهديدهن.

إحدى المتبرعات وهي التي اشتكت عليه حاول أن يبتزها، بعدما اخترق جهازها والتقط لها صورا بملابس البيت وهي ترد عليه.

تقول السيدة في البلاغ الذي قدمته ضد الجاني، إنه كان يتواصل معها عبر الجوال، ثم أخبرها أن زوجته ستتحدث إليها للتعارف، لكنها اكتشفت بعد ذلك أنه ذات المتحدث لكن كان يتلاعب بصوته عبر برنامج صوتي خاص.

تحكي أن (أبو السعيد) حين ادعى أنه سيدة لعدة أيام، كان يرسل لها صورا وفيديوهات بأوضاع مخلة بالآداب العامة، وأصبح يطلب منها مثلها، خاصة بعدما أرسل لها فيديوهات لفتيات أخريات.

لم تستجب له مطلقا رغم تهديداته بنشر صورها التي التقطها من جهازها دون أن تدري، وأبلغت الجهات المختصة في غزة التي ألقت القبض عليه.

تبين للشرطة بعد التحقيق معه أنه كان يطلب صورا وفيديوهات من الضحايا بأوضاع معينة ثم يبدأ بابتزازهن بالمال، ومن تتأخر عن الإرسال ينشئ حساب انستغرام باسمها ويضع صورة غير لائقة لها، فتسرع الضحية بإرسال المال خشية الفضيحة.

والأخطر من ذلك، تبين للشرطة أن لديه شبكة من السيدات -من بينهن زوجته- متورطات بإسقاط أخريات للحصول على المال.

حكايته لم تنته بالقبض عليه وإرجاع المال للمشتكية أو مسح صورها، بل تجرأت الكثير من الضحايا لرفع شكاوى ضده، ولا يزال ينتظر الحكم بعدما فضح أمره في منطقته.

على هذه القضية يعقب الداعية ماهر السوسي، أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية بالقول: "بداية فإن امتهان التسول حرام بكل أشكاله إلكترونيا أو واجهيا، فقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث نبوية".

وتابع: "موضوع الابتزاز الإلكتروني هو خوض في أعراض الناس خاصة حين يطلب الجاني الأموال وتصوير فيديوهات غير لائقة. هذا في حقيقة الأمر لا يقتصر على كشف عورات وهذا الفعل محرم شرعا".

 وأوضح أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يطلع المجني عليه الآخرين على عورته حتى لو كان تحت الضغط.

وتحدث السوسي عن الآثار الاجتماعية الناجمة عن تلك التصرفات بأنها تؤدي إلى العنف الاجتماعي داخل المجتمعات الإسلامية المحافظة، فالابتزاز بكل أشكاله تتبعه ردات فعل من الطرف الآخر خاصة حين تثور ثائرة المجتمع وتنتشر الفوضى فيقع التفكك الأسرى بعد فقدان الثقة بين أفراد العائلة.

البث المباشر