لاقى العصيان المدني في مخيم شعفاط بمدينة القدس حالة الإسناد من المقدسيين، تنذر بمزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة.
وشرع شبان في مخيم شعفاط بحملة إغلاقات للمحال التجارية، وإشعال النيران، تنفيذا لقرار العصيان.
وضمن حالة الإسناد، أغلق الشبان الغاضبون مداخل بلدات الرام والعيسوية وعناتا، في وقت يتوقع فيه مراقبون مزيدا من العصيان والخطوات التصعيدية مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
تصعيد مرتقب
المختص في شؤون القدس، إسماعيل مسلماني، أكد أن قرار العصيان المدني في مخيم شعفاط الذي يأتي للمرة الثانية على التوالي، يؤكد حالة التذمر الكبيرة بين المقدسيين.
وقال مسلماني في حديث لـ (الرسالة نت): "في المرة الأولى بعد إغلاقه لثلاثة أسابيع بعد استشهاد عدي التميمي في أكتوبر الماضي، شاهدنا كيف نجح العصيان المدني في فك الحصار على شعفاط".
وأضاف: "حاليا، نجد أن هناك قرارات قاسية من حكومة الاحتلال المتطرفة ضد المقدسيين وخصوصا في مخيم شعفاط، حيث يتعمد الاحتلال ضرب المواطنين والفتيات، وخصوصا على حاجز شعفاط".
ولفت إلى أن هذا العصيان الذي دعا إليه الحراك الشعبي في المخيم بإسناد كامل من المدن والقرى المحيطة بمخيم شعفاط، نجح وعمّ أحياء أكبر من المتوقع في القدس.
ووفق مسلماني، يتطلع المقدسيون إلى أن يؤدي هذا العصيان إلى وقف الانتهاكات ضدهم، وإلا ستشتعل الأمور أكثر خلال الفترة المقبلة.
وفي جبل المكبر، نجد أن هناك حالة من التحرك ضد خطوات جيش الاحتلال، وبالتالي فإن أي تصعيد إضافي ضد المقدسيين سيؤدي إلى انتفاضة جديدة ستندلع من مدينة القدس.
وبيّن أن موجة الهدم والتهجير التي تمارس ضد المقدسيين لا تزال مرتفعة، وهو ما ستكون عواقبه كبيرة وتُظهر أن هناك حالة من الغليان مقبلة.
وفي الساعات الأولى لإعلان العصيان منذ فجر أمس الاثنين، اندلعت مواجهات عنيفة عند الحاجز العسكري المقام عند مدخل مخيم شعفاط بين شبان المخيم وقوات الاحتلال التي تحاول عبثاً فتح مداخل المخيم الذي أغلقه الشبان بالمتاريس الضخمة وحاويات النفايات.
ويتفق الباحث المقدسي في الشؤون (الإسرائيلية) محمد هلسة مع سابقه، في أن العصيان المدني سيتوسع أكثر وربما يصل إلى تمرد على سلطات الاحتلال في مراحل مقبلة.
وقال هلسة في حديث لـ (الرسالة نت): "حاليا لا يزال العصيان في البدايات رغم توسعه بشكل غير متوقع، موضحا أن زيادة رقعته تتوقف على ردود فعل سلطات الاحتلال وإجراءات حكومة اليمين المتطرف تجاه المقدسيين".
وبيّن أن حدوث عصيان مدني في منطقة تخضع للسيادة الأمنية الكاملة لسلطات الاحتلال ينذر بانفجارات أكبر، وخصوصا إذا اشتد العدوان (الإسرائيلي) ضد المقدسيين.
وأضاف: "نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، وحالة الاحتكاك والتوتر تكون فيه أكبر دائما، وهو ما يضع المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) أمام تحدٍ كبير".
وأشار إلى أن هناك رسائل وصلت من الجهات الأمنية لحكومة الاحتلال بهذا الخصوص، و(إسرائيل) تأخذ العصيان المدني وقدوم المرحلة المقبلة على محمل الجد، "وخصوصا أن هناك تجارب سابقة من المقدسيين ألحقت الضرر بدولة الاحتلال".
وختم هلسة حديثه بقوله: "نجد أن الأمور ذاهبة للكثير من التصعيد خلال الأسابيع المقبلة، فهل تتدارك حكومة الاحتلال الأمر وتعمل على تهدئة الأوضاع بوقف الإجراءات التطرفية؟".
ووفق ناشطين مقدسيين، فإنهم عازمون على مواصلة هذا العصيان حتى تتوقف سلطات الاحتلال عن ممارساتها القمعية بحق أحيائهم وبلداتهم، وخاصة في مخيم شعفاط الذي يتعرض سكانه لحملات قمع وتنكيل يومية.