قائد الطوفان قائد الطوفان

محمد جوابرة.. شهيد الغضب في مخيم العروب

الرسالة نت- رشا فرحات

يرتقي الشهداء في نابلس، فتغضب كل القرى والمدن الفلسطينية، وينتقل الغضب من حارة إلى حارة، ومن مخيم إلى آخر، وهذا الاحتلال البربري ليس لديه طريقة للتعامل مع الشباب الغاضبين سوى بالمزيد من القتل.

بربرية واضحة كانت في مخيم العروب في الخليل يوم الخميس، وقد اشتعلت الضفة الغربية عن بكرة أبيها، ولأن رجل الأمن الفلسطيني هو ابن المخيم والحارة، يهب واقفا على قدميه ليذود عن أهله، ويشارك في الدفاع عن الشباب المستهدفين المعرضين للتنكيل، وهكذا كانت ليلة محمد جوابرة.

ما جرى، يوم الخميس، كان هبة شباب غاضب لما حدث في نابلس قبلها بيوم، وقد كان محمد منتفضا مع الشباب الغاضبين.

 يقول صديقه: "محمد كتلة غضب وجبروت، سطّر بدمائه هذا الغضب لأنه يرى أن مخيم العروب في مواجهة يومية دائما، وقد كان إطلاق الرصاص همجيا ومكثفا بعد أن اعتلى جنود الاحتلال أسطح منازل المخيم، وواضح جدا أن الجيش كانت لديه أوامر بالقتل المباشر، لأنه لم يستخدم سوى الرصاص الحي".

"زفوا الشهيد وزفوه، ألف تحيه لأبوه"، هكذا رفع رجال الأمن الفلسطيني زميلهم الملازم محمد جوابرة، في جنازة عسكرية مهيبة تليق برجل لم يقبل أن يكون نسخة عن السلطة، وإن كان رجلا من رجال أمنها، ولا زال طالبا في كلية الإعلام - جامعة خضوري، فاختار الشهادة كخاتمة تليق بأبناء المخيم.

نظر والده إلى وجهه وهو مسجى، وقال: "والله فلسطين بتستاهل يابا، الأقصى بستاهل والله، بلدنا حلوة وبتستاهل نفديها بأولادنا وبأموالنا، نيالك يابا، عشت ومتت وأنت نظيف، نيالك عند ربك، ربنا يعوضني".

وقال شهود عيان: "أصيب خضوري برصاص الاحتلال في رأسه، يوم الخميس، وقد أطلق الاحتلال عليه النار مباشرة، وخرج كل أهالي مخيم العروب للمشاركة في تشييعه من المستشفى الأهلي في الخليل بعد أن أعلن عن استشهاده فجر الجمعة".

الصحفي علاء الطيطي من مخيم العروب، شرح ما حدث في المخيم قائلا: "جريمة جديدة تضاف لسلسة الجرائم الصهيونية، ولا تختلف عن جريمة نابلس وعقبة جبر ورام الله وبلاطة، الاحتلال يمعن في القتل بحق الشباب الفلسطينيين، وما شاهدناه هو همجية تجاه المنتفضين الغاضبين في مخيم العروب".

كان شباب المخيم غاضبين، حيث ألقوا الزجاجات الحارقة تجاه الجنود، فأصيب محمد جوابرة مع ثلاثة آخرين، بينما وصل المستشفى عدد كبير من حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وقد نعت كتائب شهداء الأقصى، في بيان لها، شهيدها المقاتل الصلب في مخيم العروب الشهيد محمد إسماعيل جوابرة (22عاما).

وقالت: "ارتقى الشهيد خلال تصدّيه لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم العروب شمال الخليل، ليمضي إلى ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والمقاومة". وبشهيد مخيم العروب يكون عدد الشهداء في الضفة الغربية قد ارتفع إلى 64 شهيداً منذ بداية العام.

 

البث المباشر