قال الكاتب السياسي هاني المصري، رئيس مجلس إدارة مسارات للتفكير الاستراتيجي، إن اجتماع العقبة لم يرد فيه تجميد للاستيطان على الإطلاق، وإن ما ورد من نص حول الوحدات الاستيطانية يعني أن هناك عدم إقرار وليس عدم بناء، ومن التضليل أن نقول للعالم إن هناك وقفاً للاستيطان، لأن عدم مناقشة أي قرار استيطاني لمدة ثلاثة أشهر مرهون بأن اللجنة التي تقر الوحدات الاستيطانية تجتمع كل ثلاثة أشهر، وليس لسبب آخر مرتبط بـ"امتيازات" فلسطينية تم تحصيلها في القمة.
وحول ما جناه الوفد الفلسطيني المشارك من الاجتماع، قال المصري: إن المشاركة الفلسطينية جاءت بادعاء السلطة الفلسطينية عدم قدرتها على التغيّب عن أي محفل دولي، لكن هذه القمة ليست محفلاً دولياً؛ بل تعاوناً مباشراً مع الاحتلال، والمطلوب من السلطة أن تؤهل نفسها وتدافع عن شعبها.
ولفت المصري إلى أن مصطلح "المكانة التاريخية" للأماكن المقدسة الذي ذكره البيان بالمحافظة على الوضع القائم فيها، حمل إشارة فضفاضة لا توضح عن أي "مكانة تاريخية" يدور الحديث.
وحول الموقف الذي وضعت السلطة نفسها فيه عقب قمة العقبة، قال المصري: إن السلطة ذهبت لتقوي نفسها فخرجت أضعف بكثير، وزادت الهوة بينها وبين شعبها أكثر، وبينها وبين الفصائل أيضاً، خاصة أن السلطة تستفرد بقرارها ولا تأخذ رأي الفصائل والرفض الشعبي بعين الاعتبار.
وتساءل المصري عن الخيارات التي يتحدث عنها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، في ظل عدم الذهاب لخيارات الوحدة الوطنية ودفاع السلطة عن شعبها وتعزيز المقاومة بدلاً من خيارات السلطة بأن تكون وكيلا للاحتلال، وإن الحديث عن الخيارات يجب أن يكون بتبنيها وتفعيلها.
وأضاف المصري، أن الأوضاع القادمة ستشهد المزيد من الانفجار إلى أن تتولد مقومات الانتفاضة لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني وحريته.
