منذ ازدياد العمليات الفدائية والاحتلال يشن حملات مختلفة في مدينة القدس هدفها إخضاع أهالي المدينة بتخطيط من وزير الأمن القومي الإرهابي إيتمار بن غفير، ونتج عنها -وفق مزاعم القناة 12 العبرية- اعتقال 72 شابا وهدم 19 منزلا.
ونشرت قوات الاحتلال مئات الحواجز العسكرية في المدينة، واتبعت سياسة التنكيل بالمقدسيين على الحواجز وقيدت تحركاتهم، وهي اعتداءات قابلها المقدسيون بالعصيان المدني والمواجهات ورفض العدوان، ولا يزال الاحتلال يواصل انتهاكاته التي لن تفضي إلّا إلى المزيد من العمليات والثأر.
ويلاحق شبح التهجير 150 عائلة مقدسية في البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها بناء على طلب جمعيات استيطانية رفعت قضايا في محاكم الاحتلال للاستيلاء على منازل المقدسيين.
وفي ذات السياق حذرت منظمة (عير عميم الحقوقية الإسرائيلية) من مخطط تقبل عليه حكومة الاحتلال يسعى لتنفيذ أكبر عملية تهجير للمقدسيين في شرق القدس، في البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان، مضيفة أن العائلات معرّضة لخطر التهجير الفوري.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن الحديث يدور عن أكثر من 150 عائلة فلسطينية يبلغ عدد أفرادها حوالي ألف شخص؛ يسكنون في البلدة القديمة والأحياء المحيطة؛ وهم الآن على وشك أن يفقدوا منازلهم.
وكانت المنظمة سردت في تقرير لها تفاصيل متعلقة بالعائلات المهددة بالتهجير، وقالت إنّ "عائلة صب لبن في الحي الإسلامي، وعائلة أحمد، تخوضان معارك كل يوم لأجل الحفاظ على منزليهما المهددين بالهدم، وقد رفضت المحاكم الاستئناف واعتبارا من منتصف آذار فإن العائلتين مهددتان بالتهجير، من منزليهما في الحي الإسلامي في البلدة القديمة.
وفي سلوان يتكرر المشهد وفقا لنفس التقرير، وفي بطن الهوى هناك خمس عائلات مهددة بالتهجير مكونة من 35 فردا.
وقدمت بعض الأسر طلبا للحصول على إذن بالاستئناف أمام المحكمة العليا، وفي حال رفض الطلب، فستواجه خطر التهجير الفوري، وهو المصير ذاته الذي ستواجهه 85 عائلة يبلغ عدد أفرادها حوالي 700 شخص في بطن الهوى في سلوان.
صالح شويكي عضو لجنة الدفاع عن سلوان يقول (للرسالة) إن هذه الحكومة فاشية، وهذه الهجمة الاستيطانية شرسة وغير مسبوقة وكل هذا سعي من الاحتلال لتغيير معالم المدينة القديمة.
ويتابع: لا يجوز في أي مشرع أو اتفاقية لحقوق الإنسان أن يحرم صاحب الأرض من بيته وأرضه وممتلكاته لكن هذه الدولة العنصرية بقيادة نتنياهو وبن غفير تسعى للانتقام من أهالي القدس، من خلال سياسة الهدم والتهجير والإبعاد.
ويستعرض الشويكي مخططات الاحتلال: "ولتحقيق مخططاتِه، حرم الاحتلالُ المواطنينَ من زراعة الزيتون لعدةِ أعوام، لجأ لخلع أشتالِ الزيتون، كما جلب المستوطنين للتخطيط لما يُسمى الحدائق التوراتية، التي تتضمن مشاريعَ استيطانيةٍ تهويديةٍ.
ولفت إلى أن الاحتلال صادر الأرض وأوقف التمدد السكاني للمقدسيين، وحوّل القدس لمراكز رئيسية لتمرير الرواية التلمودية (للإسرائيليين)، مبينا أن التراث اليهودي قائم على التهجير الجماعي للمقدسيين.