المقادمة ذكرى شهادة يخلّده صاروخ (M 75)

الشهيد القائد ابراهيم المقادمة
الشهيد القائد ابراهيم المقادمة

الضفة- الرسالة نت

هو مفكر الحركة الإسلامية في فلسطين وأحد الرجال الذين لا يشق لهم غبار، يتميز بنظراته الثاقبة وعزيمته التي لا تلين، وصموده الأسطوري، وعطائه اللا محدود ، إنه الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة الذي لم يفكر يوماً في نفسه.. كان كل همه الدعوة و تحرير فلسطين وطنه الأرض والمقدسات من المدنسين الصهاينة.

على وقع صواريخ M75، التي هزّت "تل أبيب"، تمر الذكرى السنوية لرجل من رجال الأمّة، ولعلم من أعلام فلسطين، سطر بوجوده فكر الجهاد، وأضاء برحيله مرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني تمثلت أبرز ملامحها بصاروخ أطلق عليه M 75 تيمناً بهذا القائد.

ولادة المفكر

ولد الدكتور إبراهيم المقادمة "أبو أحمد" عام 1950 في بيت دراس، وهاجرت عائلته من بلدة يبنا مع آلاف الفلسطينيين عام 48 بسبب العصابات الصهيونية الإرهابية، عاش المقادمة في مخيم جباليا وتعلم في مدارس وكالة الغوث الدولية، وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية، وتخرج منها طبيباً للأسنان، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء.

بداية العطاء

انضم المقادمة إلى حركة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية وعودته إلى قطاع غزة أصبح أحد قادة الحركة وكان من المقربين للشيخ أحمد ياسين زعيم و مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس .

عمل الدكتور إبراهيم المقادمة طبيباً للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية فصل من عمله في وزارة الصحة الفلسطينية وعمل طبيباً للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة.

وكان المقادمة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع العدو الصهيوني سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم وان المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية وان كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني.

حياته الدعوية

نشط شهيدنا الدكتور في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية وخاصة بين شباب حركة حماس وخاصة الجامعيين وكان له حضور كبير.

وألف عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه, منها: معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، و كانت له دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان " الصراع السكاني في فلسطين"، كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.

وكان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذا بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة.

العمل العسكري

شكل المقادمة برفقة عدد من القادة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة، وتولى مهمة إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1984 اعتُقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري بغزة؛ حُكم على إثرها بالسجن لثماني سنوات، قضاها متنقلاً بين السجون، ثم أُعيد اعتقاله مرة أخرى ليقضي ما مجموعه عشر سنوات في زنازين الاحتلال.

في عام 1996م، اعتقلته السلطة الفلسطينية بتهمة تأسيس جهاز عسكري سري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، وأطلقت سراحه بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب، إلى أن وصل الأمر لأن يُضرب به المثل في شدة صبره على أساليب السلطة المبتكرة في التعذيب.

شرف الشهادة

صباح السبت 8-3-2003، اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني الدكتور ابراهيم أحمد المقادمة "أبو أحمد"، حيث أطلقت طائرات الاحتلال خمس صواريخ باتجاه سيارته التي كانت تسير في شارع اللبابيدي قرب مقبرة الشيخ الرضوان بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده وثلاثة من مرافقيه وإصابة عدد من المارة وطلاب المدارس بجراح.

وأجمع المعلقون العسكريون الصهاينة على أن الدور الكبير للشهيد القائد إبراهيم المقادمة ليس فقط في تأثيره القوي في نفوس حركة حماس والشعب الفلسطيني، بل لكونه أبرز مفكري الشعب الفلسطيني الذين نظروا لخيار المقاومة كخيار أخير وحيد واجب التعامل به مع الاحتلال، ودافع عن هذا الخيار حتى يومه الأخير.

البث المباشر