بغياب شرطة الاحتلال

مجموعات شبابية تحارب الجريمة المستفحلة برفع الوعي

الرسالة نت - القدس المحتلة

تسعى مجموعات شبابية تشكلت في عدة بلدات في الداخل المحتل، إلى محاربة الجريمة المستفحلة بالمجتمع العربي من خلال تنظيم فعاليات ونشاطات تهدف لرفع الوعي داخل المدارس والبلدات وخصوصًا بين الفئات الشبابية، وذلك في ظل غياب دور شرطة الاحتلال.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه مناطق الداخل المحتل جرائم عنف وقتل يومية، ويعاني المواطنون من انعدام الأمن والأمان في الوقت الذي تتقاعس فيه الشرطة (الإسرائيلية) عن القيام بدورها في اجتثاث الظاهرة الآخذة بالاستفحال، سيما وأن غالبية الجرائم لم تفك رموزها وغالبا ما يتم تقييدها ضد مجهول.

وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في الداخل منذ مطلع العام 2023 ولغاية الآن، 28 قتيلا في ظل تواطؤ (إسرائيل) وتقاعسها بالتصدي لعصابات الإجرام.

ويأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علمًا بأن معظم الجرائم مرتبطة بالسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

رفع الوعي ضد الجرائم

وفي مدينة طمرة، قال الشاب الناشط، محمد عواد، عن نشاط اللجان الشبابية: "ارتأينا كشباب أن نحاول الوصول لمختلف الفئات الشبابية في الداخل، وذلك من أجل محاربة العنف والجريمة المستشرية فيه، وخصوصا أن معظم الضالعين في هذه الجرائم هم من الفئات العمرية الشبابية، لذلك نحن نحاول قدر الإمكان أن نصل لهؤلاء الشباب قبل دخولهم إلى عالم الإجرام".

وفي سياق الدخول في صلح بين مجموعات متخاصمة، أشار إلى أنه "من أهدافنا على المدى البعيد التدخل في النزاعات حتى نحاول حلها أو حتى قبل حدوثها والقيام بخطوات وقائية قبل حدوث هذه النزاعات، لكننا في الوقت الحالي أي توجه يكون إلينا نقوم بتحويله إلى لجان الصلح الفاعلة في البلدات ومنها لجان الصلح المحلية والقطرية".

وحول مدى تقبل المجتمع والفئات للشباب الفاعلين في الصلح، أوضح عواد أنه "في كل مرة نتوجه لفئات معينة، يكون عادة صعوبات حول من نحن وماذا نفعل، إذ اننا نقوم بعدة طرق حتى نصل إلى هذه الفئات عن طريق أشخاص لديهم القدرة على التأثير عليهم أو عن طريق أقارب، ونستغل كل الطرق لنصل إليها من أجل التأثير بشكل إيجابي حتى نتمكن من إعادة هؤلاء الشباب إلى الطريق السليم والصحيح".

وبخصوص كيفية استقطاب الفئات الشبابية، أضاف "نقوم بعدة خطوات للوصول إلى هؤلاء الشباب، إما عن طريق أمسيات أو التوجه إلى الطلاب في المدارس وخصوصًا طلاب المرحلة الثانوية وتوعيتهم حول العنف والجريمة، ومحاولات ملء الفراغ للشباب حتى لا يكون مجالا للتوجه لأماكن ينزف منها مجتمعنا".

وبشأن الصعوبات التي يواجهها الشباب في لجان الإصلاح الشبابية، قال إنه "أصعب ما نواجهه هو من يريد أن يكون عنفا داخل مجتمعنا، والأجسام المعنية باستمرار العنف والجريمة في مجتمعنا، إذ أننا لا نواجه هذا الشيء بشكل مباشر، إنما بطرق أخرى وهي محاولات أخذ الفئات الشبابية التي نستقطبها، وذلك من خلال عدة وسائل ومنها إغراءات لهؤلاء الشباب، لكن نحن نحاول بشتى الطرق الحفاظ على الفئات التي استقطبناها".

عرب 48

البث المباشر