قائد الطوفان قائد الطوفان

حصيلة مواصلة التعاون الأمني

من العقبة إلى شرم الشيخ.. شلال دم فلسطيني نازف

الرسالة نت-خاص

23 شهيدا ارتقوا في الضفة الغربية المحتلة، منذ انعقاد القمة الأمنية التآمرية في العقبة الأردنية يوم 26 فبراير الماضي، بمشاركة قادة الاحتلال وسلطة محمود عباس، يضاف إليهم عشرات الجرحى، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام إلى 89 شهيدا.

هذا الشلال النازف من دماء شعبنا، لم يثن قيادة السلطة الفلسطينية عن مواصلة اللقاءات الأمنية مع قادة الاحتلال، حيث أكد حسين الشيخ أن السلطة ستشارك في الاجتماع الذي سيعقد يوم غد الأحد في شرم الشيخ المصرية.

وبالرغم من كل المطالبات الفلسطينية بضرورة وقف التعاون الأمني، والانتقادات لسلوك السلطة المتواطئ مع الاحتلال المجرم، إلا أن قيادة السلطة لا ترى ولا تسمع إلا ما يحقق مصلحة الاحتلال، تنفيذا لوظيفتها المخزية كحامٍ وحارس للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.

وعوضا عن ذلك، فإن قيادة السلطة بدلا من وقف التنسيق الأمني والانحياز لإرادة شعبنا ورفع يدها عن ملاحقة المقاومة؛ تصر على افتعال الأزمات الداخلية للتغطية على فشلها وتخاذلها وخيانتها لدماء الشهداء.

هذا ما أشار إليه المتحدث باسم حركة الأحرار ياسر خلف في تصريح لـ"الرسالة نت"، معقبا على التصريحات الأخيرة الصادرة عن مفوضية الإعلام لحركة فتح المسيئة لحركة حماس، معتبرا أنها تخدم الاحتلال، ومشيرا إلى أن قيادة السلطة تعتقد أنها ستنجح في الهروب من مسؤولياتها من خلال صناعة الأزمات.

المؤسف أن قيادة السلطة تحاول دفن رأسها في الرمال، وهي ترى المجازر ترتكب بحق أبناء شعبنا، وبدل القيام بما يلزم للدفاع عنهم، تضع نفسها حائط صد بين المقاومة والاحتلال المجرم.

فتحي خازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن وعمّ الشهيد نضال حذّر من أن الاحتلال متجه لمزيد من المجازر، والمطلوب من أبناء شعبنا الالتفاف حول المقاومة والمقاومة فقط".

خازم أضاف في تصريح خاص بـ(الرسالة نت) أن "حرب الإبادة فُرضت، وعار علينا أن نواجهها متفرقين، فإما أن ننهض معًا أو نُقتل فرادى"، مؤكدا أن المقاومة تُمثل حالة إجماع لكل أبناء شعبنا، والمطلوب التكاتف الشعبي والوطني معها.

هذه الدعوة تحمل في طياتها احتجاجًا ضمنيًا على سلوك السلطة المتواطئ والمخزي، وتؤكد أن الالتفاف حول المقاومة هو المطلب الرئيس لأحرار وشرفاء شعبنا، لا الالتفاف على المقاومة كما تفعل السلطة، حاليا من خلال إصرارها على مواصلة اللقاءات الأمنية مع الاحتلال.

في السياق، جاءت مطالبة الحقوقي صلاح عبد العاطي رئيس هيئة حشد للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حركة فتح بضرورة التركيز على التناقض الرئيس مع الاحتلال، وضمان الضغط على قيادة السلطة المتنفذة للالتزام بمسار الإجماع الوطني، والذي عبرت عنه استطلاعات الرأي مؤخرًا.

عبد العاطي أكد لـ"الرسالة نت" أنه من المعيب استمرار التنسيق الأمني، والذهاب للقاء العقبة، ولاحقًا شرم الشيخ، في إطار مقاربة أمنية لجعل السلطة تواجه شعبها مما يهدد السلم الأهلي.

المطلوب إذن ممارسة ضغط شعبي كبير لإجبار قيادة السلطة على التوقف عن المضي في مسارها الخياني الذي يوفر غطاء لجرائم الاحتلال، ويشجعه على مزيد من القتل والتدمير والتهجير والإرهاب.

البث المباشر